روتيني الصباحي

أظهر

230

نتائج

روتيني الصباحي: الرئيس التنفيذي لمدينة الجونة محمد عامر
الرئيس التنفيذي لمدينة الجونة محمد عامر: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع الرئيس التنفيذي لمدينة الجونة محمد عامر (لينكد إن). وإليكم مقتطفات محررة من المقابلة: اسمي محمد عامر، وأنا الرئيس التنفيذي لمدينة الجونة. شغلت هذا المنصب على مدار السنوات الثلاث الماضية. وقبل ذلك، أمضيت أكثر من عقدين من الزمن في شركة زيروكس، حيث شغلت مناصب عدة كان آخرها نائب الرئيس والمدير العام الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، قبل أن أغادر لندن وأستقر في الجونة. وقبل أسابيع، انضممت إلى مجلس إدارة شركة أوراسكوم للتنمية القابضة كعضو تنفيذي، كما توليت منصب العضو المنتدب للأنشطة التجارية، مع التركيز على توسيع نطاق النجاح الذي حققناه في الجونة.أستيقظ بين الساعة السادسة والسادسة والنصف صباحا، وأبدأ بإعداد قهوتي الصباحية. أنا من عشاق القهوة، لدي جميع أدوات تحضير القهوة في المنزل. عادة ما أحتسي فنجان القهوة في الخارج وأذهب للمشي حول البحيرة، حيث أقضي 10-20 دقيقة في قراءة الأخبار وتصفح نشرة إنتربرايز. ثم أقضي 10-15 دقيقة أخرى في حالة شبه تأملية حيث لا أستخدم هاتفي، وأستمتع فقط بالمنظر والهدوء في الجونة خلال الصباح.أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية في معظم الأيام. على مدار عام حتى الآن، أحاول تغيير تمارين الصباح. في بعض الأيام أحاول تعلم الجولف، وفي أيام أخرى أركب الخيل. لدينا عدد قليل من الإسطبلات هنا التي تسمح لك بالركوب على طول الشاطئ.أصل إلى المكتب عادة حوالي الساعة التاسعة صباحا، لكن أيام عملي لا ترتبط بالضرورة بالمكتب. إحدى أكبر مزايا الجونة هي أن أطول رحلة في الذهاب إلى العمل تستغرق نحو 10-12 دقيقة. يمكنني بسهولة القدوم إلى المكتب، والتوجه إلى مارينا الفنادر أو مركز لركوب الأمواج للاجتماع، والعودة، ومتابعة العمل. القدرة على تقسيم يومي دون أن أفقد الكثير من الوقت لا تقدر بثمن.وظيفتي إدارية جزئيا نظرا لأنها تتضمن إدارة شركة، ولكنها بلدية جزئيا أيضا. أنا أشرف على مدينة تضم 25 ألف ساكن، بالإضافة إلى شركات المرافق والمواهب التي تبقيها عاملة — هذا هو الجزء الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لي في الوظيفة. مسؤوليتي الأساسية هي التأكد من أن الأمور تسير بسلاسة في المدينة كل يوم. بالإضافة إلى تحديد الرؤية والاستراتيجية، ومواءمة الفرق، وتوظيف المواهب المناسبة، أتأكد من أننا نقدم خدمات عالية الجودة باستمرار.أحد الركائز الرئيسية للمدينة هو تطوير العقارات وبيعها. أزور مواقع البناء لدينا مرتين على الأقل في الأسبوع لمتابعة التقدم المحرز. وركيزة أخرى هي الضيافة. تضم المدينة 18 فندقا — جميعها جزء من علامة فنادق أوراسكوم التجارية — وأنا أزور هذه الفنادق بانتظام من أجل ضمان أننا نقدم خدمات عالية الجودة لضيوفنا. ثم هناك عمليات المدينة الأخرى، والتي تشمل 600-700 منفذ بيع بالتجزئة، والمطاعم والمقاهي، ومطار، ونادي كرة قدم ينافس في الدوري المصري الممتاز، من بين أمور أخرى. أتابع كل هذه الأمور للتأكد من أنها تسير وفقا للخطة.ما أفعله بعد العمل يعتمد على مستوى الطاقة المتبقية لدي في نهاية اليوم. ولهذا السبب أفضل ممارسة الرياضة في الصباح، فالأمسيات غير متوقعة. عادة ما أنهي عملي في الساعة السابعة مساء. إذا كان لدي طاقة، سألعب مباراة إسكواش مع زميل أو صديق. وفي أوقات أخرى، أتناول الطعام في مكان ما بالقرب من المارينا بينما أستمتع بالمنظر. وإذا كانت طاقتي منخفضة، أذهب إلى المنزل وأشاهد التلفزيون.تساعدني مساعدتي بشكل كبير في تنظيم يومي، والتأكد من أن اجتماعاتي منظمة جيدا وأنني لا أترك المهام الأساسية غير منجزة. من دونها، لا أعتقد أنني سأكون بنفس الكفاءة. أنا منظم بشكل عام في طريقة تفكيري وعملي، لكن وظيفتي تتضمن قدرا كبيرا من التفاصيل، مما يعني أنه يجب تفويض بعض المهام. أنا محظوظ جدا بوجود فريق إداري قوي يقدم باستمرار المهام المفوضة.عندما يتعلق الأمر بالتوازن بين العمل والحياة، أنا محظوظ لأنني أعيش هنا. العمل والحياة اليومية يندمجان بشكل طبيعي. حتى شيء بسيط مثل عقد الاجتماعات في الهواء الطلق يساعد على تقليل ضغوط العمل. لقد كان هناك تحول عالمي نحو العمل عن بعد منذ الوباء، وأصبحت الجونة جاذبة للأشخاص الذين يتبنون هذا النمط من الحياة. لدينا واحدة من أسرع اتصالات الإنترنت في البلاد وأماكن عمل مشتركة مثل " GSpace ". جميع الخدمات مثل المستشفيات والمدارس ومراكز الاستشفاء قريبة ومتاحة. نحب أن نعكس المصطلح ونسميه "توازن الحياة والعمل" لأن الحياة لها الأولوية.أعتقد أن الفصل التالي للجونة سيكون أكثر إثارة، وأنا أتطلع حقا لأن أكون جزءا من هذه الرحلة. في معظم الوظائف، يستغرق الأمر عادة سنتين إلى ثلاث سنوات قبل أن تشعر بأنك وصلت إلى نقطة ركود، ولكن هذا بالتأكيد ليس هو الحال هنا. أشعر بالنشاط والتحفيز بشكل لا يصدق من التقدم الملحوظ الذي أحرزناه والفرص التي تنتظرنا. عندما أنظر إلى خططنا، أرى الكثير من الإمكانات. لقد أثبتت الجونة نفسها كنموذج على العديد من الجبهات، وهي مستمرة في النمو بشكل جيد.ما ساعد الجونة على أن تكون وجهة مفضلة على مر السنين — حتى في خضم التغيرات في الاتجاهات وتراجع القوة الشرائية — هو الحفاظ على صلتها بسوقنا المستهدف. على عكس بعض الوجهات التي تزدهر لموسم ثم تتلاشى، لا يمكننا تحمل اتباع الاتجاهات على نطاقنا. لقد اتخذنا نظرة طويلة الأجل مع مدينة تمتد على مساحة تقارب 38 مليون متر مربع. إنها وجهة على مدار العام مع سكان دائمين، مما يخلق الاستقرار والاتساق. الأمر متروك لنا للحفاظ على حيوية المدينة وجاذبيتها، وأعتقد أننا نقوم بذلك بشكل جيد. دائما ما نجلب أحداثا وأنشطة ومشاريع أكبر وأفضل. ونظرا لأن الجونة مملوكة للقطاع الخاص، فإننا نتمتع بالمرونة اللازمة للاستجابة السريعة لاحتياجات سوقنا المستهدف بعيدا عن الإجراءات البيروقراطية المعتادة.على الصعيد الشخصي، آمل أن تصبح عائلتي أقرب أكثر خلال الفترة المقبلة. يعيش أبنائي حاليا في الولايات المتحدة للدراسة، وبينما أود أن نلتقي أكثر، إلا أن الأمر يمثل تحديا بعض الشيء نظرا لأنهم يخططون للعيش هناك.أستمع إلى مجموعة متنوعة من البودكاست، خاصة تلك المتعلقة بالصحة والعافية، لكني أستمتع أيضا بالبودكاست التي تناقش مواضيع واسعة النطاق مثل " The Joe Rogan Experience "، وهو أحد أشهر البودكاست على مستوى العالم. أنا أيضا أتابع " The Jordan B. Peterson Podcast "؛ أحب طريقة تفكير بيترسون حتى إذا كان مثيرا للجدل بعض الشيء. لقد بدأت توا في قراءة كتاب بعنوان " Human Compatible " للمؤلف ستيوارت راسل، والذي يستكشف كيف يمكننا التعايش مع الذكاء الاصطناعي — إنه كتاب مثير للتفكير حقا. أحد كتبي المفضلة على الإطلاق هو " The Black Swan " للمؤلف نسيم طالب.أفضل نصيحة تلقيتها على الإطلاق هي أن ما هو صحيح ليس بالضرورة أن يكون حكيما، وأن التوقيت مهم للغاية. في بداية مسيرتي المهنية، كنت أتعامل مع كل شيء على أنه مهم بنفس القدر وأسعى إلى الكمال في التفاصيل كافة. تغير ذلك عندما علمني مرشدي، الذي منحني أول دور إداري لي ولعب دورا رئيسيا في مسيرتي المهنية، خلاف ذلك. ونقلا لهذه الرؤية، أقول للآخرين الآن غالبا "السياق للملوك" — لقد أصبحت مقولتي المفضلة.

الخميس، 10 يوليو 2025

روتيني الصباحي: عمر شلباية، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات أكسا مصر
عمر شلباية، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات أكسا مصر: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات أكسا مصر، عمر شلباية (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي عمر شلباية، وأبلغ من العمر 55 عاما. متزوج ولدي ثلاثة أولاد: الأكبر يبلغ من العمر 30 عاما، والثاني 27 عاما، والأصغر يبلغ من العمر 20 عاما. سيتزوج اثنان منهم قريبا، أحدهما هذا العام والآخر في القريب العاجل. أعمل منذ أكثر من 30 عاما، قضيت 29 منها في قطاع التأمين. عملت في عدة مجالات في التأمين — في دور وسيط التأمين وداخل كيانات مؤسسية. أعمل مع أكسا مصر منذ تأسيسها في عام 2015. لذا تستطيع أن أقول إن لدي خبرة ما في مجال التأمين.مثلما هو الحال مع الرؤساء التنفيذيين، تتمثل وظيفتي في الاهتمام بثلاثة أشياء: الأعمال، والأشخاص الذين يديرون الأعمال، وعملاء الشركة. تشمل إدارة العمل الاستراتيجية والتنفيذ، وهو في واقع الأمر الجزء الأسهل — إذ إن وضع الاستراتيجيات وتحديد مؤشرات الأداء الرئيسية وإدارة العمل اليومي ليس الجزء الصعب من الوظيفة. أما إدارة الأفراد فقد تكون أكثر صعوبة، لأن كل شخص لديه تطلعات ومشاعر وخلفيات ووجهات نظر مختلفة. وينبغي لك إدارة الأشخاص مهنيا وعاطفيا، بوصفهم بشرا وزملاء في العمل. يذهب حوالي 50% من وقتي لإدارة الأفراد. وبعد هذا، تأتي إدارة العملاء. وعندما أقول العملاء، لا أعني العميل النهائي فحسب، لأن مصطلح العملاء يشمل الوسطاء والشركاء والعميل النهائي. وبدون هؤلاء العملاء، لا يوجد عمل. فإذا غاب عنا فهم احتياجات العملاء واستيعاب إحباطاتهم وتطلعاتهم، لا سيما مع تطورها، سنخاطر ببناء شيء قد يبدو ملائما لنا، لكنه لا يتناسب مع العملاء والسوق.التأمين ليس شائعا للغاية في مصر. فهو ليس إلزاميا كما هو الحال في العديد من الدول المتقدمة، حيث يتوجب على الأفراد الانضمام إلى برنامج تأمين صحي أو تأمين سياراتهم ومنازلهم. أما في مصر، لا يعد تأمين الأفراد مطلوبا، والناس ليسوا متحمسين بطبيعة الحال لشراء برامج التأمين على الحياة أو الانضمام إلى برامج التأمين الصحي. ولذا ينبغي لنا تثقيف العملاء، وإظهار الفوائد، والوفاء بالوعود التي نقطعها أثناء عملية البيع. وفي نهاية المطاف، لا يكون التأمين سوى مجرد وعد على الورق، والأهم هو كيفية الوفاء بهذا الوعد عندما يحين وقته. لا يتعلق الأمر بالدفع فقط، بل بالوقوف إلى جانب العميل في وقت حاجته، سواء كان ذلك في إقامة بالمستشفى، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، أو التخطيط للتقاعد أو التعليم. فهو يتعلق بتمكين العميل ليعيش حياة أفضل.يكمن التحول الأكبر في الصناعة في التحول الرقمي، مثل معظم الصناعات في أعقاب جائحة كوفيد. من المهم تمكين العميل من الوصول إلى الخدمات والمزايا عبر المنصات الرقمية. فقد أصبحت التعاملات المباشرة ومراكز الاتصال شيئا باليا، ويريد الجميع استخدام هواتفهم المحمولة للوصول إلى كل شيء. في "أكسا"، لدينا تطبيق "ماي أكسا"، الذي يمكّن العملاء من طلب الموافقات، واختيار مكان تلقي الخدمات، وتحديد خيارات سداد المصروفات، والتحقق من حدود وثائق التأمين وخطط الادخار، ورؤية قيم الحسابات، وحتى تغيير صناديق الاستثمار، كل ذلك في متناول أيديهم. كانت العملية في السابق عملية ورقية محبطة، لكن العملاء الآن يتمتعون بالتحكم الكامل في المنتجات والخدمات عن طريق هواتفهم.روتيني الصباحي لا يسير بوتيرة اعتيادية بدرجة ما، فأنا أستيقظ بين الساعة الثانية والثالثة فجرا وأذهب إلى الفراش بحلول الساعة 9 مساء. لدي صالة ألعاب رياضية في فناء منزلي الخلفي، حيث أفرّغ ذهني وجسدي من ضغوط اليوم السابق. تتسم الأجواء في هذه الساعات الأولى بالهدوء الذي يخلو من أي مقاطعات، فأستخدم هذا الوقت للتفكير والتخطيط لليوم. بعد ذلك، أستعد للعمل وأتفقد رسائل البريد الإلكتروني، وبحلول الساعة 7 صباحا، أقابل أحد الزملاء لأحتسي معه القهوة، ونتحدث عن كل شيء بدءا من الحياة الشخصية ووصولا إلى العمل. في طريقي إلى العمل، أقرأ التقارير ومؤشرات الأداء الرئيسية، وأطالع نشرة إنتربرايز. ثم أحضر اجتماعات من الساعة 8 صباحا حتى حوالي 6 مساء. وبعد ذلك أعود إلى المنزل، وهو ما يستغرق مني حوالي ساعة، ثم أتناول العشاء مع عائلتي، وأذهب إلى فراش النوم، وهكذا دواليك. ثمة فعاليات عمل مسائية في بعض الأحيان، وهذا يتطلب تغيير روتيني قليلا. لا أشارك في مناسبات اجتماعية خلال أيام الأسبوع، بل في عطلات نهاية الأسبوع فقط، فهذا يجعلني أحافظ على تركيزي واستعدادي لليوم التالي. فيجب أن ألتزم بروتيني. ولا أحيد عنه إلا للضرورة القصوى."التبسيط" هو شعاري، لذا أحاول ألا أحتفظ بالكثير من الأمور على عاتقي. في هذه المرحلة من حياتي، ينصب تركيزي الرئيسي على العمل والأسرة. إذا حاولت التركيز على أشياء كثيرة في وقت واحد، فسوف تشتت انتباهك. عليك تحديد أولوياتك بناء على ما هو مهم بالنسبة لك وما يتماشى مع أهدافك.على المستوى الشخصي، أتطلع إلى زواج أبنائي وربما أصبح جدّ أبنائهم في العامين المقبلين. وعلى المستوى المهني، أريد أن أرد الجميل سواء لزملائي أو للشركة أو للمجتمع. قد يكون لدي بعض الخبرة أو المعرفة لأنقلها، لا سيما بالنظر إلى أن متوسط العمر في الشركة يبلغ حوالي 29 عاما — وهو تقريبا نفس عمر أبنائي — لذا أشعر بالراحة في إجراء هذه المناقشات معهم وتوجيههم، وهذه طريقة لرد الجميل.ولا شك أن تحسين جودة منتجاتنا هو أيضا رد الجميل للمجتمع بطريقة أخرى. إننا نولي تركيزا أكبر إلى منتجات التأمين على الحياة، وخاصة إعداد الناس للتقاعد، فثمة فجوة كبيرة في السوق المصرية في هذا المضمار. تعمل أكسا في أكثر من 50 دولة مع 100 مليون عميل، لذا يمكننا جلب الخبرات والعروض العالمية لتقديم قيمة لا تضاهى للسوق المصرية.من الضروري المحافظة على التوازن بين العمل والحياة، ولكن في معظم الأوقات يكون من الصعب تحقيق ذلك. أنا مسؤول عن شركة بها 1000 موظف ومليوني عميل، بالإضافة إلى عائلتي الخاصة، لذلك لا يتبقى الكثير من الوقت. عليك أن تختار ما ستركز عليه. قضيت الأيام الخمسة الماضية مع أبنائي في إجازة، وكان ذلك رائعا، لكن هذا نادر الحدوث؛ لأن العمل متطلب، والعملاء متطلبون، والوقت محدود.خارج أوقات العمل أحافظ على استرخائي من خلال ضبط الهاتف على الوضع الصامت في الساعة 8:30 مساء. يعلم الجميع أن عليهم عدم الاتصال بعد الساعة 9 مساء. إذا اتصل بي أحدهم، أعاود الاتصال به عندما أستيقظ، لذلك تعلم الناس بسرعة أنني أخصص هذا الوقت لنفسي.أحد الكتب التي أوصي بها هو "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" للمؤلف ديل كارنيجي. قرأته عندما كان عمري 18 عاما، وغير حياتي. يشرح كيف يرى الناس العالم بشكل مختلف، ليس لأنهم يريدون ذلك، بل لأنهم يفعلون ذلك. والكتاب يعلمك أن تفهم الجانب الآخر، وتتفاعل مع الناس وتؤثر فيهم، وتكسب الأصدقاء. إنه كتاب سهل القراءة، يمكنك إنهاؤه في ليلة واحدة.أفضل نصيحة تلقيتها كانت من والدي، وهي أن الحياة مليئة بالأشياء التي لا نحتاج إليها. وهي ترتبط بنهجي التبسيطي. لا تطارد الأشياء المادية أو السعادة قصيرة المدى. بل حافظ على تركيزك على ما يهم حقا — وهذه هي أولوياتك، وعائلتك، وأهدافك.

الخميس، 19 يونيو 2025

روتيني الصباحي: مصطفى حبيب، المؤسس المشارك لمبادرة "فيري نايل"
مصطفى حبيب، المؤسس المشارك لمبادرة "فيري نايل": روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع الشريك المؤسس لمبادرة "فيري نايل"، مصطفى حبيب (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي مصطفى حبيب، أبلغ من العمر 34 عاما. حصلت على شهادة جامعية في الهندسة المعمارية. في الماضي، كنت أعمل في مجال التسويق، ولكن كان لدي دائما حلم بالعمل في مجال التنمية. كانت جدتي وخالتي تعملان طبيبتي أطفال، لذلك شعرت دائما بالحاجة إلى مساعدة الأطفال أيضا.في مرحلة ما، شعرت أنني أريد التوقف عن التنقل بين شركات التسويق وقررت أن أتخذ خطوة نحو حلمي. حزمت أمتعتي وسافرت إلى أسوان، حيث عشت لمدة شهرين أو ثلاثة. وهناك، حاولت بناء مدرسة أهلية في جزيرة هيسا بالقرب من معبد فيلة. كانت محاولة جيدة، لكنها لم تنجح. لم أكن مستعدا لها بعد، لكن انتهى بي المطاف بالتواصل مع مجتمع تنموي ومراقبة أعمالهم.عدت بعدها إلى القاهرة، وفكرت حينها في استطاعة الناس السباحة في النيل في أسوان، لكنهم لا يستطيعون ذلك في القاهرة. التقيت بالصدفة اثنين من أصدقائي لديهما مشروعهما الخاص – منصة "بسيطة" – التي كانت تساعد المنظمات غير الحكومية والمبادرات على جمع الأموال من خلال "التمويل عبر النقرات". انضممت إليهما، وبدأنا في تأسيس مبادرة "فيري نايل" في عام 2018.لم يكن لدينا تمويل مباشر عندما انطلقنا — فلم يثق أحد في مشروعنا. كان الناس متشككين. لم يكن هناك وعي كاف آنذاك في مصر بالمبادرات البيئية وحملات التنظيف. لكن العمل التطوعي كان اتجاها شائعا، وكان هذا أحد الأشياء التي استفدنا منها في البداية.واصلنا العمل في "بسيطة" بينما كنا نبحث عن شخص يؤمن بفكرتنا. تحدثنا مع لاعبين من القطاعين العام والخاص دون جدوى. واستمر ذلك حتى كتبت منشورا على فيسبوك أقدم فيه فكرة "فيري نايل" وأبحث عن جهات اتصال لتمويل المشروع.انتهى بنا المطاف بالوصول إلى أشخاص في المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، التي أبدت اهتمامها ورغبتها في المساعدة. وقدمت لنا المنظمة دعما ماليا. عقدنا أيضا شراكة مع " جرينش "، وهي مؤسسة تقدم حلولا بيئية وتعمل على رفع الوعي بالحلول البيئية وتقديم أوجه الدعم والمعرفة الضرورية لمساعدة رواد الأعمال على إطلاق شركاتهم الناشئة الخضراء.أعتقد أن نقطة التحول تمثلت في أول فعالية نظمناها في ديسمبر 2018، وكانت ناجحة للغاية. إذ شارك أكثر من 250 متطوعا في الحدث وساعدونا في جمع 1.5 طن من النفايات في ثلاث ساعات. حظي الحدث بتغطية إعلامية واسعة، وانتهى الأمر بتكريمنا من وزارتي البيئة والري.جمعنا أكثر من 100 طن من النفايات من النيل خلال الأعوام الأربعة الأولى من عملنا. واصلنا حملات التنظيف، ليس فقط من خلال الفعاليات، بل فعلنا ذلك جنبا إلى جنب مع الصيادين والنساء الذين يعيشون في جزر بالقاهرة وأسيوط. وعقدنا أكثر من 450 شراكة مع القطاع الخاص، تضمنت أيضا شراكات مع وكالات الأمم المتحدة.بدأت زهرة اللوتس في الإزهار مرة أخرى في جزيرة القرصاية، حيث كنا نعمل طوال الوقت — وشعرت أن هذا هو الوقت المناسب لإنهاء رحلتي مع "فيري نايل".تحتل التنمية الاجتماعية مكانة خاصة في قلبي. بعد خروجي من "فيري نايل"، قررت أنني أريد العمل مع دور الأيتام. لطالما تطوعت في دور الأيتام وكان لدي دائما اعتراضاتي على بعض الأشياء التي كانت تحدث هناك، لذلك قررت تغيير ذلك. كتبت مقترحا لوزارة التضامن الاجتماعي أوضح فيه مخاوفي بالتفصيل، وبعد ذلك طُلب مني الانضمام إلى الوزارة وتولي ملف المسؤولية المجتمعية للشركات والشراكات مع القطاع الخاص، ففعلت ذلك.مر عامان منذ أن بدأت العمل مع الوزارة، وأنا ممتن جدا. أتعلم عن الأرقام والإحصاءات المختلفة وراء كل مجال أريد العمل فيه، بما في ذلك عدد دور الأيتام ودور المسنين في البلاد، والأفراد ذوي الإعاقة، وغير ذلك. وحاليا أنا في مرحلة التعلم.تتمثل القضايا الأكثر شيوعا في الوقت الحالي في الشمول المالي والتمكين الاقتصادي وتمكين المرأة والتمكين في مرحلة الطفولة المبكرة، الذي يشمل العمل مع الأطفال بدءا من سن مبكرة، والعمل مع الحضانات، والتركيز على الدمج التعليمي، وتسليط الضوء على التربية الإيجابية — وهي واحدة من أكبر المشاكل في العالم، وليس فقط في مصر.أعمل حاليا على مشروع يستهدف النساء اللواتي يعملن في حياكة الكروشيه. تعمل الكثير من النساء في هذا المجال، لكن لا أحد يشتري منتجاتهن. نقدم لهن تدريبا مهنيا لتطوير المهارات الشخصية حول كيفية تسويق منتجاتهن، وإدارة أعمالهن، وغير ذلك. كما نعمل على مشروع يستهدف جامعي زهور الياسمين.الشيء الأفضل في العمل التنموي هو أن أمرا يقود إلى أمر آخر. بل إن أقل الجهود تحمل غالبا تأثيرا كبيرا على المجتمع.يبدأ روتيني الصباحي عادة باحتساء القهوة. لقد اعتدت مؤخرا على قراءة كتب المساعدة الذاتية في الصباح؛ وأقرأ حاليا كتاب " يمكنك شفاء حياتك " للكاتبة لويز هاي. بعد قضاء وقت قليل في القراءة، أردد على مسامعي بعض التأكيدات الإيجابية، وأصلي، وأطمئن على أختي ورضيعها. ثم، تتكشف مجريات اليوم أمامي استنادا إلى جدولي الزمني. أحاول أن أبذل قصارى جهدي لتخصيص بعض الوقت لعائلتي، وفي الليل أستمتع بمشاهدة الرياضة.من المهم بالنسبة لي أن أشعر دائما بأن عملي هادف. ربما لا أتقاضى دائما أجرا جيدا، لكنني على الأقل أشعر بالرضا عما أفعله. حتى خارج العمل، أحب دائما أن أرد الجميل.أود أن أمتلك مشروعي الخاص قريبا، بعد أن أتعلم كل ما يمكنني من الوزارة. أرغب في افتتاح مدرسة للأطفال المصابين بالتوحد في مصر.وأتمنى أن أفتتح وكالة استشارية تعمل بوصفها جسرا بين القطاع الخاص والقطاع التنموي والمنظمات غير الحكومية والشركات الصغيرة. على المستوى الشخصي، أريد تحقيق هذه الأهداف، وشراء منزل في أسوان، ثم الانتقال للعيش هناك.في مصر لدينا الموارد المالية، لكن أولئك الذين يملكون المال لا يعرفون أين يوظفونه في المبادرات التنموية وكيف ذلك، وفي المقابل لا تعرف المبادرات التنموية كيف تصل إلى المستثمرين المناسبين.

الخميس، 12 يونيو 2025

روتيني الصباحي: آصف علوي، المدير العام لشمال أفريقيا في شركة هاليون
آصف علوي، المدير العام لشمال أفريقيا في شركة هاليون: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع المدير العام لشمال أفريقيا في شركة هاليون، آصف علوي (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي آصف علوي — أشغل منصب المدير العام لشمال أفريقيا في شركة هاليون، وهي شركة عالمية رائدة في مجال صحة المستهلك انفصلت عن شركة جلاكسو سميثكلاين في عام 2022. قضيت الـ 25 عاما الماضية في قيادة فرق كبيرة ومتنوعة في جنوب آسيا، والشرق الأوسط، والمملكة المتحدة، والآن في شمال أفريقيا، مع التركيز العميق على دفع نمو الأعمال، وتمكين تطوير الأفراد، وبناء فرق عمل تعاونية عالية الأداء.أرى أن دوري يعني بـ "التمكين" — أي مساعدة الأفراد والفرق ليصبحوا أفضل نسخة من أنفسهم. أؤمن بشدة أن النمو المستدام لا يتحقق إلا عندما تستثمر الشركات بشكل متساوٍ في الأفراد والأداء. وتلك الروح هي التي توجه دفة قيادتي في هاليون كل يوم.تتمثل مهمة شركتنا في جعل الاهتمام بالصحة اليومية في متناول الجميع بشكل أكبر. نحقق هذا عبر تقديم منتجات موثوقة قائمة على العلم لملايين الأشخاص على مستوى العالم — بدءا من مسكنات الألم، ومرورا بمنتجات العناية بالفم، ووصولا إلى الفيتامينات ومنتجات صحة الجهاز التنفسي. قد يكون اسم هاليون جديدا نسبيا، لكن محفظتنا تضم علامات تجارية عريقة عرفها المصريون ووثقوا بها لعقود، مثل "بانادول" و "سنتروم" و "سنسوداين". اليوم، نحن أكبر شركة في مجال صحة المستهلك في مصر، بحصة سوقية تزيد على 20% في الفئات الأساسية التي نقدمها.نعمل في أكثر من 170 سوقا حول العالم وأسهمنا مدرجة في بورصتي لندن ونيويورك. أتاح لنا تحولنا إلى شركة مستقلة تركز حصريا على صحة المستهلك، أن نعطي الأولوية للابتكار وأن نتحرك بمرونة أكبر وأن نعزز ارتباطنا باحتياجات المستهلك المحلي – وكلها أمور حاسمة في الأسواق الديناميكية سريعة التطور مثل مصر.تتمثل مسؤوليتي بشمال أفريقيا في خدمة فريق موهوب وطموح ملتزم بتنمية علاماتنا التجارية، وتحقيق النجاح في السوق، وتوسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الذاتية. أدعمهم من خلال تقديم التوجيه والموارد وإحساس واضح بالهدف. أؤمن إيمانا راسخا أيضا بمبدأ شمولية الرعاية الصحية — أي أن كل شخص، بغض النظر عن الخلفية التي ينحدر منها أو ظروفه، يستحق فرصة ليعيش حياة أكثر صحة. وذلك الإيمان لا يشكل منتجاتنا فحسب، بل يشكل أيضا كيفية تفاعلنا مع المنظومة الأوسع للرعاية الصحية، من أجل تحسين الوعي الصحي وتمكين الناس من اتخاذ قرارات مستنيرة.كان لدينا جدول إطلاق منتجات حافل خلال العامين الماضيين في مصر. فمنذ طرح "سنتروم" في السوق المصرية قبل عامين فقط، أصبح ثاني علامة تجارية للفيتامينات المتعددة للبالغين على مستوى البلاد. وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقنا مجموعتنا المخصصة حسب الجنس — "سنتروم للرجال" و"سنتروم للنساء" — المصممة لتلبية احتياجات غذائية أكثر تخصيصا. ولا يزال لدينا المزيد في الطريق: إذ ننتظر بضعة إطلاقات مرتقبة في الأشهر المقبلة لمنتجات مثيرة للاهتمام، بجانب خط ابتكار مزدحم يمتد على مدى العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة. يمكنكم توقع شيء جديد من هاليون كل شهرين تقريبا.أحد أهم الاتجاهات التي نراها — خاصة في أسواق مثل مصر — هو الطلب المتزايد على حلول صحية شخصية وذات تدخل استباقي. لم يعد المستهلكون يكتفون بمعالجة الأعراض، بل يريدون إدارة صحتهم العامة بطريقة فعالة من خلال خيارات نمط الحياة، والرعاية الوقائية، والمنتجات المتخصصة. وجدت دراسة استقصائية حديثة أن ثمانية من أصل كل عشرة مصريين يرغبون في الاضطلاع بدور أكثر فعالية في إدارة صحتهم — وهو تحول يمثل فرصة كبيرة ومسؤولية في آن واحد لشركات مثل شركتنا. في هاليون، نستجيب لذلك من خلال تطوير حلول موجهة لمجموعات محددة من المستهلكين، ومساعدة الناس على التحكم بدرجة أكبر في نتائجهم الصحية.أوقات الصباح بالنسبة لي بسيطة للغاية — إذ أستيقظ مبكرا، وأبدأ بقضاء ساعة في ممارسة التمارين الرياضية، ثم أخصص 10-15 دقيقة للتأمل الهادئ أو الاسترخاء. أصبحت أكثر وعيا بالصحة على مر السنوات — ويُعزى جزء من هذا إلى أنني أعمل في مجال الصحة، ولكنه يعود أيضا إلى ما تعلمته من كتب مثل Outlive، الذي يستكشف كيف يتجاوز تأثير الخيارات التي نتخذها اليوم مدى طول حياتنا، ويمتد أيضا إلى جودة حياتنا لاحقا. وبعد ذلك، يأتي دور احتساء القهوة — وقراءة نشرة إنتربرايز بالطبع.لا يوجد ما يسمى بيوم عمل نموذجي في هذه المنطقة — فكل يوم يبدو مختلفا. أقسم وقتي بين القاهرة والدار البيضاء ودبي، حسب الحاجة. أحب أن أبقى قريبا من العمل على أرض الواقع، لذلك أزور الأسواق بانتظام وألتقي بالعملاء لأفهم ما يحدث بالفعل. كذلك أحرص على التواصل مع فريقي، ولا أحضر سوى الاجتماعات التي أستطيع أن أسهم فيها بشكل هادف. أنظم أسبوعي حول بضعة أهداف واضحة، أستخدمها للحفاظ على تركيزي وتوافقي مع توجهنا طويل الأمد.الثابت الوحيد في يومي — إلى جانب احتساء القهوة — هو الفضول. أحاول أن أتعلم شيئا جديدا كل يوم، سواء في اجتماع أو في ميدان العمل. طورت أيضا عادات تساعدني في الحفاظ على تركيزي. على سبيل المثال، أضع هاتفي في وضع صامت منذ سبع سنوات. قد يُحبط ذلك الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلي، لكنه يمنحني مساحة للتفكير بوضوح والبقاء حاضر الذهن. أحصل على فترات راحة منتظمة طوال اليوم، وفي الغالب أتمشى وأتأمل بمفردي أو مع زميل.ترتبط الخطوة التالية بالنسبة لي — شخصيا ومهنيا — دائما بالنمو. إذ إن النمو والتعلم والمرح هي الركائز لأي شيء أفعله به. لكني أحاول أيضا ألا أنشغل كثيرا بما هو قادم؛ لأنه برغم أهمية التخطيط والطموح، فمن المهم أيضا، وبنفس القدر، أن تكون حاضرا تماما في اللحظة وأن تستمتع بالرحلة.لا أفصل حقا بين "العمل" و"الحياة" – أرى أن العمل جزء من الحياة. بعد جائحة كوفيد، أصبح هذا الحد غير واضح أكثر، وأعتقد أن هذا شيء جيد. إذا كنت قادرا على تخصيص الوقت والطاقة للأشياء المهمة — سواء كانت هذه الأشياء العمل، أو العائلة، أو الأصدقاء، أو السفر، أو صحتك — فقد وجدت التوازن. وذلك هو ما أطمح إليه: أداء عمل له معنى، مع الاستمرار في تخصيص مساحة لفعل ما أحب: سواء كان ذلك مشاهدة كرة القدم، أو قضاء الوقت مع الأحباء، أو مجرد أداء تمارين الإطالة والاسترخاء بعد يوم طويل.إحدى المقولات العالقة في ذهني دائما هي لأسطورة كرة السلة الأمريكية مايكل جوردان: "لا تخش من الفشل — بل اخش من ألا تحاول". تذكرني هذه المقولة بأن أخاطر، وأبقى فضوليا، وألا أدع الخوف يعيق التقدم. أفضل أن أحاول وأتعثر على أن أعيش مع ندم عدم المحاولة على الإطلاق.

الخميس، 29 مايو 2025

روتيني الصباحي: عبد اللطيف علما، الرئيس التنفيذي لجوميا مصر
عبد اللطيف علما، الرئيس التنفيذي لشركة جوميا مصر: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع الرئيس التنفيذي لشركة جوميا مصر، عبد اللطيف عُلَمَا (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي عبد اللطيف علما — أشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة جوميا مصر والعضو المنتدب للمجموعة في جوميا باي. أنا مسؤول عن جميع شركات جوميا وأعمالها في مصر. يعني هذا أنني مسؤول عن عروض سوق التجارة الإلكترونية الأساسية لدينا. وبصفتي العضو المنتدب للمجموعة في "جوميا باي"، أشرف أيضا على العمليات في جميع البلدان الأفريقية التسعة التي تنشط الشركة في أسواقها، وأنا مسؤول عن تمكين المدفوعات هناك.أعتقد أن جوميا تحاول الربط بين جميع الابتكارات التكنولوجية العالمية وبين الاحتياجات المحلية للسوق في مصر وأفريقيا. نحاول أن نضمن ملائمة الحلول التي لدينا، وأن تكون لدينا إجابات على أصعب الأسئلة — لا سيما الجوانب المتعلقة بالخدمات اللوجستية والدفع وتيسير التجارة.نحرص على أن يتناسب ما نقدمه من حلول مع الاحتياجات المحلية، وأن تلبي هذه الحلول الاحتياجات الحقيقية للمستهلكين في مصر. ويمتد دورنا كذلك إلى تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تزويدها بالأدوات اللازمة للتوسع الرقمي، والوصول إلى قواعد عملاء جديدة، والعمل بكفاءة أكبر عن طريق التكنولوجيا.أعتقد أن أبرز توجه حاليا هو استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ونعمل حاليا على استكشاف أفضل السبل لتسخيره بما يسمح لنا توصيل المنتجات بطريقة موفرة وسهلة للمستهلكين في صعيد مصر أو في الدلتا — فهذه الأماكن كان وصول الشحنات إليها في الماضي إما متعذرا أو باهظ الثمن. نجرب كذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي داخليا — بدءا من أتمتة دعم العملاء، وصولا إلى التنبؤ واكتشاف الاحتيال — مما يتيح لفرق العمل توفير الوقت والتركيز على العمل الاستراتيجي الذي يحقق قيمة.عندما يتعلق الأمر بإدارة روتيني الصباحي، فأنا لست الشخص الأكثر نمطية. أحب الاستيقاظ عادة نحو الساعة السابعة والنصف صباحا وتخصيص بعض الوقت لنفسي لتحديد الأولويات وتنظيم المهام المتعلقة باليوم المقبل. أتدرب لمدة قصيرة جدا في الصباح، ثم أبدأ ببعض المكالمات مع الأشخاص القادرين على مساعدتي في تحديد هيكل واضح لليوم، لمعرفة ما أود أن أحققه في هذا اليوم. أبدأ أكبر عدد ممكن من المهام التي أستطيع متابعتها لاحقا. يساعدني هذا الهيكل على الحفاظ على تركيزي — لا سيما على مستوى الموازنة بين الأهداف التشغيلية والمبادرات طويلة الأجل، التي على شاكلة الشراكات أو العمل المتعلق بالسياسات الذي أشرف عليه في إطار دوري داخل المنظومة البيئية الأوسع.أحب أن أحضر كل يوم في المكتب. أغادر المنزل عندما تكون حركة المرور أهدأ قليلا، ثم أُجري الكثير من المكالمات على الطريق، وأحرص على استغلال كل الوقت بأفضل طريقة ممكنة. في بعض الأحيان يبدو أن الوقت الذي أقضيه في السيارة هو من أكثر أوقات اليوم إنتاجية. أصل إلى المكتب بين الساعة 10:30 و 11 صباحا. وبعد أداء المهام الإدارية، يكون لدي اجتماع أو اجتماعين على جدول الأعمال، أو أتجه مباشرة لمعالجة الأمور ذات الأولوية الأعلى التي تظهر أمامي.ينطوي جزء كبير من يومي على الموازنة بين المهام الإدارية العليا وحل المشكلات بشكل مباشر — أبقى قريبا بما يكفي من العمل على أرض الواقع لتحديد التحديات الحقيقية، مع الحفاظ على التركيز على الصورة الأكبر. وأعمل أيضا من كثب مع فريق الموارد البشرية في الشركة على الاندماج الداخلي للموظفين — لضمان شعور الفرق بالتمكين والتقدير والتوافق مع الرؤية الأوسع للمؤسسة. نستثمر الكثير في تحفيز الموظفين وتنمية شعورهم بالملكية لأن العنصر البشري يمثل جوهر كل ما نقوم به.نحن شركة مدرجة في بورصة نيويورك — ما يعني أن لدينا دورة إفصاح ربع سنوية. كل شهر له وظيفته. ثمة أشهر نرفع خلالها رتم العمل فعليا لزيادة السرعة والتأكد من أننا تختتم الربع بالطريقة الصحيحة، وبالأرقام المناسبة، جنبا إلى جنب مع محاولة الحفاظ على النظرة طويلة الأجل. أحاول تنظيم اليوم بناء على الفصل الذي نمر به في إطار هذه الدورة، ليكون أكثر ملاءمة وفعالية.وتتضمن تلك الرؤية طويلة المدى أيضا كيفية إسهامنا في خارطة طريق الشمول الرقمي والمالي لمصر — سواء من خلال توسيع نطاق الوصول إلى المدفوعات عبر الإنترنت أو التعاون مع البنوك لتقديم حلول التقسيط التي تصل إلى المجتمعات المحرومة من الخدمات.عادة ما أبقى في المكتب ربما بعد الساعة الثامنة مساء، وهو الوقت الذي أحظى خلاله بفرصة إجراء محادثة أطول مع شخص ما من فريق القيادة، والاطلاع على آخر المستجدات مع البلدان التي تتأخر عنا قليلا وفقا للمناطق الزمنية، كي أفهم ما يحدث هناك، وكيف يمكننا التعلم من بعضنا. أفعل كل ذلك حتى أشعر بأنني مرهق جدا، أو راض عن أداء اليوم — وهنا يحين وقت مغادرتي.ما يشغل بالي هو مستقبل شركتي، وبلادي، بل وحتى مستقبل أفريقيا بأكملها — فأنا حاليا منغمس بشدة في القارة. أطمح إلى رؤية تأثير أكبر، ومزيد من التطور على صعيد تضافر المجالات المختلفة التي نعمل عليها. لا يقتصر الأمر على نمو المنصة — بل يتعلق ببناء بنية تحتية تمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتمكّن الشباب، وتساعد المستهلكين على الوصول إلى خدمات ميسورة التكلفة وذات صلة عن طريق التكنولوجيا.أحب العودة لقراءة الكتب التي قرأتها من قبل. وأستمتع باستكشاف كيف يبدو كتاب ما الآن — وهو نفسه حمل قبل بضع سنوات معنى مختلفا بالنسبة لي — وكيف يؤثر على طريقة تفكيري الآن بشكل مختلف.أما عن النصيحة التي تلقيتها من عدة أشخاص، بمن فيهم والدي، فكانت حول التأكد من عدم السماح للعمل باستغلال الوقت المخصص لعطلة نهاية الأسبوع. أذكر نفسي دائما بهذا الأمر، بالإضافة إلى أن اتباع هذه القاعدة يساعدني في الحفاظ على حيويتي وتحفيز نفسي.يحدوني الأمل في أن تكون التكنولوجيا قادرة على تحسين حياتنا كثيرا — وآمل أن يكون لي دور في هذا الصدد.

الخميس، 22 مايو 2025

روتيني الصباحي: جاسر بهجت، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "ميلي للتطوير العقاري"
جاسر بهجت، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "ميلي للتطوير العقاري": روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "ميلي للتطوير العقاري" جاسر بهجت (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي جاسر بهجت. أنا متخصص في مجال العقارات ولدي ما يقرب من 30 عاما من الخبرة في هذا المجال. بصفتي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة ميلي للتطوير العقاري، أشرف على العمليات في جميع أنحاء مصر والسعودية — ونحن نتوسع في مدن جديدة باستمرار. أنا زوج وأب لابنتين — أمينة تبلغ من العمر 20 عاما وزينة تبلغ من العمر 13 عاما.يتمحور دوري حول حل المشكلات، إضافة إلى متابعة كل ما يحدث على أساس يومي — فثمة شيء يحدث على الدوام، سواء أكان داخليا أم خارجيا. لدي دائما مشاكل تحتاج إلى حلها، وقرارات ينبغي اتخاذها. يعني موقع القيادة أن تحوز القدرة على اتخاذ القرارات، حتى عندما لا تكون متأكدا بنسبة 100%. إذا انتظرت طويلا، ستطول مدة التخطيط وتتباطأ شركتك. أعتقد أن أداء 80% من العمل في الوقت المناسب، أفضل من أداء 100% منه في الوقت الخطأ.يشكل ارتكاب الأخطاء جزءا من العمل. لقد اكتسبت الخبرة وأصبحت ناجحا من خلال التعلم من الأخطاء التي ارتكبتها طوال مسيرتي المهنية. هذه هي الطريقة الوحيدة للتعلم بسرعة — إذ إنك تتطور من خلال التعلم من أخطائك وتزداد ثقتك مع كل خطأ.العقارات عمل محفوف بالمخاطر للغاية، يمكن لخطأ واحد أن يؤدي إلى إفلاس شركة، وبالتالي فإن المخاطر هائلة. ذلك في الواقع ما أستمتع به في هذا المجال — المخاطر العالية والتحديات. كان العمل أكثر خطورة عندما بدأنا، ولكن الآن بعد أن أصبحت الأمور أكثر استقرارا، أحافظ على زخم التحدي من خلال البحث عن طرق للابتكار.في الوقت الحالي، أريد إعطاء الصيانة أولوية مقدمة على النمو. أنا غير مهتم بالتوسع المحموم. في حين يسعى الآخرون لتحقيق مبيعات بقيمة 100 مليار أو 200 مليار جنيه، أركز على الاستدامة. إننا أيضا ننوع أعمالنا، فنتوسع في قطاعات أخرى مثل الضيافة والرياضة والأغذية والمشروبات — وهي قطاعات أخف وملموسة بدرجة أكبر. تكمن الفكرة في أن يكون هناك شيء قيد التشغيل دائما وشيء متوقف مؤقتا. لذلك عندما يتعثر أحد القطاعات، تحافظ القطاعات الأخرى على استمراريتنا. تحمي هذه الاستراتيجية الأعمال، ونتبعها بدون الشعور بالذعر. يمكن أن تؤدي حالة الذعر إلى اتخاذ قرارات خاطئة، لذا نتأكد من أن القرارات السريعة التي نتخذها تكون محسوبة.أستيقظ مبكرا للغاية في الصباح، وأول ما أفعله هو صلاة الفجر. وبداية من الساعة 6 صباحا حتى 10 صباحا، أنتهي من جميع الأعمال التي يجب إنجازها عبر هاتفي. أرسل رسائل صوتية ورسائل نصية عبر تطبيق واتساب — لست من محبي إرسال رسائل البريد الإلكتروني. ثم أخرج لحل المشكلات وحضور الاجتماعات. أسافر بصفة متكررة لفتح أسواق جديدة، ومقابلة المستثمرين، وخلق فرص جديدة. كل هذا يستغرق 80% من وقتي. ونظرا إلى أنني أبدأ مبكرا، أنتهي أيضا مبكرا وأفوض باقي المهام. يرسل إلي فريقي تحديثات ومتابعات في نهاية اليوم. نحن فريق صغير ونعمل معا عن كثب.الموسيقى هي الشيء الثابت الوحيد في يومي. لدي نظام صوت عالي الجودة في كل مكتب، وأستمع إلى الموسيقى طوال الوقت. إنها الشيء الوحيد الذي يهدئني ويساعدني على الاسترخاء.ما زلنا شركة ناشئة من الناحية الفنية، لكننا ننمو بسرعة، وهذا ينطوي على تحديات. في غضون عامين فقط، نمونا إلى خمس أو ست شركات بقيمة إجمالية تبلغ 60 مليار جنيه. تستغرق الشركات وقتا لتنمو وتنضج، ونحن نحاول إتمام هذا الأمر مع الحفاظ على مستوى من التنظيم.نحاول أيضا أن نجعل ميلي مكان عمل ممتعا. ننظم مسابقات كل أسبوع. كانت مسابقة الأسبوع الماضي عبارة عن مسابقة بلاي ستيشن 5، حصل الفائز فيها على 5000 جنيه. في الأسبوع المقبل، ستكون هناك مسابقة في رياضة "البادل" وسيحصل الفائز على رحلة إلى دبي. حتى أننا نأخذ الشركة بأكملها إلى فندقنا البوتيكي في الساحل الشمالي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع لمساعدة الفريق على الاسترخاء. أنضم أيضا إلى هذه الفعاليات مما يساعدني على تخفيف التوتر. مكتبي مفتوح دائما وأحب الجلوس مع فريقي والتواصل مع الناس.أريد أن أحافظ على الشركة في مستواها الحالي. نظرا إلى أننا نتوسع في السعودية والإمارات، أريد أن أرى كلتا الشركتين تنمو وتنجح، مع الحفاظ على نفس المستوى المتحقق في الشركة في مصر. من الصعب الاحتفاظ بالموظفين في هذا السوق شديد التنافسية. ومع ذلك، إذا كان موظفوك يُستقطبون، فهذا يعني أنك تفعل شيئا صحيحا — أي أن شركتك تتمتع بسمعة قوية.أنا مدمن عمل، لذلك ليس لدي توازن بين العمل والحياة. أنا مشغول جدا ويستغرق العمل معظم يومي تقريبا. لكني أسافر كثيرا. أسافر كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع الآن، بعد أن كنت أسافر كل بضعة أشهر. يساعدني السفر على الاسترخاء وتجديد النشاط، حتى لو كنت أعمل عن بعد، فأنا بحاجة إلى تغيير المنظر الذي أعتاده يوميا، ولهذا السبب أفضل السفر إلى الخارج. يساعدني هذا على الخروج من الروتين. ويمثل السفر مصدر إلهام أيضا بالنسبة إلي.لقد تلقيت الكثير من النصائح المفيدة طوال حياتي من الكثير من الأشخاص الذين أشعر بالامتنان تجاههم، لكنني الآن في المرحلة التي تسمح بأن أكون أنا من يقدم النصيحة للناس. وأفضل نصيحة يمكن أن أقدمها تتلخص في كلمة واحدة — الرضا. إنها كلمة عميقة للغاية، وهي تجسد الرضا بنجاحاتك وإخفاقاتك وأخطائك، حتى لا تذهب إلى الفراش نادما على حدث وقع في حياتك.الشغف هو أيضا جانب أساسي من أجل النجاح. استمتع وكن شغوفا بعملك. إذا لم تستمتع به، فلا تفعله. بل كن شغوفا وفضوليا وملتزما. وهكذا تنمو بسرعة وتنجح.

الخميس، 15 مايو 2025

روتيني الصباحي: أحمد حيدر، الرئيس التنفيذي للأهلي فاروس
أحمد حيدر، الرئيس التنفيذي لشركة الأهلي فاروس: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع أحمد حيدر (لينكد إن)، الرئيس التنفيذي لشركة الأهلي فاروس للترويج وتغطية الاكتتاب.اسمي أحمد حيدر، الرئيس التنفيذي لشركة الأهلي فاروس للترويج وتغطية الاكتتاب. عملت في بنوك الاستثمار لأكثر من عقدين من الزمن في مصر والخليج، مع مؤسسات مثل بنك "إتش إس بي سي" والعديد من الشركات الإقليمية. في أوائل عام 2021، انضممت إلى الأهلي فاروس لبناء منصة متكاملة لخدمات بنوك الاستثمار. نقدم اليوم مجموعة شاملة من الخدمات في أسواق رأس المال، والديون، والاستشارات في عمليات الاندماج والاستحواذ. خارج العمل، أنا زوج وأب. وعائلتي كانت سندا لي طوال هذه الرحلة.أقود شركة الترويج وتغطية الاكتتاب وأشغل أيضا منصب الرئيس التنفيذي لشركاتنا الأهلي للصكوك والأهلي للتوريق. يمزج دوري بين الاستراتيجية والتنفيذ وبناء العلاقات. أقضي وقتي في مقابلة العملاء والجهات التنظيمية والشركاء، وأمثل الشركة مع الحفاظ على تكاتف فرقنا وتقدمها.تتمثل مهمتنا في مساعدة الشركات على جمع رأس المال — من خلال الأسهم أو الديون أو الصكوك — وهيكلة المزيج المناسب للتمويل لدعم نموها. ونساعد كذلك الشركات على تحقيق أهدافها الاستراتيجية — سواء أكانت تصفية الأصول غير الأساسية، أم توسيع العمليات ودخول أسواق أو قطاعات جديدة. يتمثل هدفنا الأوسع في توجيه الاستثمارات إلى مصر، وقد حققنا نجاحا كبيرا في هذا المسعى.شاركنا في عدد من أهم الصفقات في البلاد، التي تضمنت طرح إي فاينانس، والطروحات الثانوية لشركتي أبو قير للأسمدة والمصرية للاتصالات. إضافة إلى نشاطنا البارز في مجال صفقات الدمج والاستحواذ، حيث أغلقنا صفقات أكثر مما أستطيع حصره. قبل ثلاث سنوات، توسعنا في أسواق الدين، وتصدرنا هذا القطاع كل عام منذ ذلك الحين على صعيد الحصة السوقية، بجانب تصنيفات أخرى. نهدف إلى الحفاظ على هذه الريادة من خلال المحافظة على حس الابتكار في المنتجات وهياكل المعاملات التي نقدمها.بدأ التحول الحقيقي للشركة في ديسمبر 2019 عندما استحوذ البنك الأهلي المصري على الشركة. كانت الفكرة هي إنشاء بنك استثماري متكامل لدعم برنامج الطروحات الحكومية وكذلك منح القطاع الخاص وصولا أكبر إلى أسواق رأس المال. في ذلك الوقت، كان لدى الشركة سجل حافل وقوي في عمليات الاندماج والاستحواذ، ولكن وجودها كان ضئيلا في أسواق الأسهم أو الديون. قمنا ببناء خطوط الأعمال هذه من الصفر حتى نتمكن من خدمة عملاء البنك بشكل أفضل.أحد أكبر التحولات في مجالنا حاليا هو صعود الذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية. يعتمد الترويج وتغطية الاكتتاب على البحث والتنفيذ، وهذا بالضبط ما يمكن لهذه التقنيات أن تحدث فرقا فيه. نحن نشهد بالفعل تحسينات في السرعة والدقة، خاصة في مجالات مثل تحليل البيانات والتوثيق. بمرور الوقت، سيغير هذا الطريقة التي نوظف بها، وكيف نعمل، وأنواع المهام التي يمكننا القيام بها. الشركات التي تتبنى هذا الاتجاه ستتقدم، بينما تخاطر الشركات التي لا تفعل ذلك بالتخلف عن الركب.صباحي منظم إلى حد كبير. أستيقظ في الساعة 5:30 صباحا، وأبدأ بالصلاة، ثم أذهب في نزهة قصيرة أو ممارسة تمارين خفيفة. أتناول الإفطار نحو الساعة 8:30 صباحا قبل أن أتوجه إلى المكتب. عادة ما أكون على مكتبي بحلول الساعة 9:30 صباحا، وأراجع جدول أعمالي لهذا اليوم، وأتابع مع الفريق، وأستعد للاجتماعات.معظم أيام العمل عبارة عن سلسلة من الاجتماعات المتتالية مع العملاء الحاليين والمحتملين. أحاول تجميع الاجتماعات حسب الموقع لتوفير الوقت، لكن هذا نادرا ما ينجح. تركز فترات ما بعد الظهر بشكل أكبر على الأمور الداخلية، مثل التحقق من المهام والتأكد من أن كل شيء يسير كما هو مخطط له.شيء واحد لا يتوقف هو رنين هاتفي، لكنني أحاول ألا أتلقى مكالمات في وقت متأخر من اليوم. في المساء، أقضي وقتا مع طفليّ، وأستمع إلى أحداث يومهم وأقدم لهم أي نصيحة أو إرشاد قد يحتاجونه قبل أن يذهبوا إلى الفراش نحو الساعة 8:30 مساء. بعد ذلك، أحظى ببعض الوقت الهادئ حتى أخلد إلى النوم نحو الساعة 10:30 مساء.من الناحية المهنية، أركز على البناء على زخم الأهلي فاروس. لقد حققنا أرقاما قياسية من حيث الإيرادات وأحجام المعاملات، وأعتقد أننا ما زلنا في البداية. مع الفريق الحالي والدعم من المجموعة، أنا واثق من أننا نستطيع تحقيق مستويات أعلى. وظيفتي هي دعم هذا النمو ومساعدة الفريق على تحقيقه.شخصيا، أنا مركز على النمو والتعلم من التحديات، وصقل مهاراتي، والبقاء في الطليعة. هدفي على المدى الطويل هو أن أكون مرجعا في هذا المجال، شخص ساهم في تشكيل الصناعة المالية وترك بصمة إيجابية.يأتي التوازن بين العمل والحياة على فترات. هناك أسابيع لا وجود فيها للتوازن، وأخرى يمكنك فيها أخيرا التقاط أنفاسك. أشجع فريقي على الاستمتاع بفترات الهدوء عندما تأتي. التوازن ليس يوميا لكنه شيء يمكن الوصول إليه بمرور الوقت.للاسترخاء، ألعب كرة السلة. اعتدت أن أكون محترفا. الآن ألعب فقط مع ابنتي. كما أنني أسافر وأغتنم وقتا للعب ألعاب الفيديو خلال العطلات. وكذلك أي شيء يصرف ذهني عن العمل.أحد سلاسل البودكاست التي أوصي بها دائما هو HBR On Leadership. إذ إنه يقدم أفكارا عملية ومثيرة للتفكير حول إدارة الفرق، والقيادة عبر التغيير، واتخاذ قرارات أفضل. لقد ساعدني هذا في أن أصبح قائدا أفضل.ما هي أفضل نصيحة تلقيتها؟ استمع أكثر مما تتحدث. تبدو نصحية بسيطة، لكن أثرها بالغ للغاية. يسمح الإنصات للمرء برؤية الصورة كاملة، وفتح آفاق الحوار.ثمة نصيحة أخرى أتبعها: اعرف بالضبط ما لا تعرفه، وتقبل ذلك. لا أحد يعرف كل شيء. أحط نفسك بأشخاص يسدون الثغرات. اعرف نقاط قوة فريقك وعززها. هكذا تبني فرقا قوية ومرنة — وهكذا تنمو بوصفك قائدا.لو سُمح لي أن أقول شيئا واحدا للأشخاص الذين يبدأون حياتهم المهنية في مجال التمويل، سأقول: ابقوا في الطليعة. افهموا الاتجاهات، لا سيما فيما يتعلق بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. فكل قطاع يتطور، وليس قطاعنا فقط. كلما زادت قدرتك على التكيف مع التطورات، أصبحت أكثر أهمية.

الخميس، 8 مايو 2025

روتيني الصباحي: أيمن الصاوي المؤسس والرئيس التنفيذي لـ "بكرة"
أيمن الصاوي المؤسس والرئيس التنفيذي لـ "بكرة": روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة " بكرة " أيمن الصاوي (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:أنا أيمن الصاوي، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "بكرة القابضة". قضيت أكثر من 25 عاما في قطاع الخدمات المالية، حيث أركز على الهندسة المالية، وإدارة المحافظ، والتمويل الهيكلي، ومنتجات أسواق رأس المال. وفي الوقت الراهن ينصب تركيزي على بناء "بكرة"، أول منصة لتحقيق الأهداف المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تهدف هذه المنصة إلى مساعدة الأفراد على تحقيق أهدافهم المالية من خلال استثمارات متوافقة مع الشريعة الإسلامية ومدعومة بالأصول.وهذه هي مسؤوليتي الوحيدة الآن — وتتمثل في صياغة رؤية استراتيجية والتأكد من امتلاكنا الأنظمة وفرق العمل والشراكات المناسبة. أُشيِّد أساسا قويا ومستقرا لدعم نمو "بكرة" على المدى الطويل.لا يثق معظم الناس في الوجهات التي تسمح لهم باستثمار أموالهم. إذ إن الأدوات المالية المتاحة إما معقدة للغاية أو يصعب الوصول إليها. وثمة انعدام ثقة في المؤسسات المالية، وفي خيارات الادخار والاستثمار المتاحة في السوق حاليا. وفي حين أن القطاع المصرفي يشجع الناس على فتح الحسابات، تضع البنوك في الغالب حدا أدنى للرصيد، مما يخلق عوائق أمام الناس. كذلك تقدم شركات التأمين منتجات ادخارية لا تلبي احتياجاتنا. فهذه الشركات لا تتحدث بلغة تتناسب مع طريقة تفكير عموم المصريين حول الادخار والاستثمار.في الوقت نفسه، تفقد أموال الناس قيمتها بمرور الوقت بسبب انخفاض قيمة الجنيه المصري. ونتيجة لذلك، يحاول معظم المصريين حماية مدخراتهم والتحوط من الخسائر. ومن ثم يشترون الذهب، ويدخرون الأموال في منازلهم، أو يستثمرون في العقارات — وغالبا ما يضطرون إلى الالتزام بشراء عقارات دون القدرة على سداد قيمتها بالكامل.يعمل ما يقرب من ثلثي النشاط الاقتصادي في السوق الموازية — أي خارج النظام المصرفي الرسمي. تتطلب الثقافة المصرية مرحلة انتقالية تدريجية لبناء الثقة، قبل أن يشعر الناس بالاطمئنان لفتح الحسابات المصرفية.لا يوجد حل مالي واحد مناسب للجميع. ينبغي للمؤسسات تقديم منتجات متنوعة، ويجب أن تكون هذه المنتجات قابلة للتوسع بصورة ناجعة، مع مراعاة العادات المالية والتفضيلات الخاصة بالمصريين.ألهمت هذه التحديات إطلاق منصة "بكرة". تتمثل الفكرة في تعظيم عوائد مستخدمينا، مع تحقيق أهدافهم المالية — مثل تمويل تعليم أبنائهم، أو الادخار للسفر، أو التخطيط للتقاعد. صُمم منتجنا لتلبية تطلعات المستقبل وليس الاحتياجات الفورية. فمن أجل تحسين نمط حياتك، يجب عليك الادخار اليوم للإنفاق المستقبلي.تَمثَّل أحد الاتجاهات التي فاجأتني بهذا المجال في الطلب الكبير على المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية — من المسلمين والمسيحيين على حد سواء. فالمسألة لا تتعلق بالاسم، بل بالأسس التي يعتمد عليها المنتج. إذ إن منتجات الاستثمار والادخار المهيكلة هيكلة صحيحة، تميل إلى التوافق بطبيعتها مع مبادئ الشريعة الإسلامية. اعتاد الناس على الخوف من التعقيدات الكامنة في المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، لكنها في واقع بسيطة للغاية.يجسد الذكاء الاصطناعي اتجاها رئيسيا آخر نرغب في الاستفادة منه، وإن كان من السابق لأوانه فهم إمكاناته الكاملة. أعتقد أن الجمع بين هذين العنصرين — الذكاء الاصطناعي وتوافق المنتجات مع الشريعة الإسلامية — داخل المنتج المناسب، قد ينتج شيئا قابلا للتطوير في المستقبل القريب.أبدأ يومي باحتساء فنجان قهوة. ثم أقرأ نشرة إنتربرايز الصباحية للاطلاع على آخر الأخبار وعلى ديناميكيات السوق بشكل عام. وهذا في الواقع هو وقت راحتي. أصل إلى المكتب في الساعة الثامنة صباحا وأبدأ يوم العمل بمراجعة رسائلي الإلكترونية والتطورات التي حدثت في اليوم السابق. أحدد مسار اليوم، وأتابع المهام مع أعضاء الفريق، وأحدد التحديات التي نحتاج إلى البدء في معالجتها.يكمن مفتاح التنظيم والتركيز في تحديد الأولويات. عندما نواجه قائمة طويلة من المهام، يجب علينا أن ننظر إليها بعدسة موسعة ثم نحدد الأمور ذات الأهمية الحقيقية التي يجب إنجازها الآن، حتى لا نشتت أنفسنا قد تختلف أولويات اليوم عن أولويات الغد. إنه نموذج ديناميكي — فأنت تضع خارطة طريق، مع علمك أنها قد تتغير بمرور الوقت.يمثل تحقيق التوازن بين العمل والحياة — في نفس الوقت الذي أدير فيه شركة ناشئة — تحديا أمامي. ولكن عليك المضي قدما في ذلك. لا أطلق عليه بالضرورة "توازنا بين العمل والحياة"، بل أراه فرصة لإعادة ضبط نفسيتي وشحن طاقتي للحفاظ على نمط حياة ديناميكي. ينبع هذا التوازن من تعلم الاسترخاء.أستمتع بالسفر — فهو بمثابة إعادة ضبط لحياتي. أحب الذهاب إلى الجونة أو السفر إلى خارج البلاد مع عائلتي وأطفالي، وأحرص على أن أكون حاضرا معهم تماما. أشعر بطريقة ما أنني أمنحهم فرصة لاكتساب خبرة العمل والحياة أيضا.على الصعيد المهني، يتمثل هدفي الحالي في نمو منصة "بكرة"، وتوسيع نطاقها بما يتجاوز ما يسمعه الناس عنها الآن. هدفي على المدى القصير هو إرساء أساس متين للشركة. أما على المدى المتوسط، فأنا أريد توسيع نطاق "بكرة" من خلال توسيع قاعدة مستخدمينا، والتوسع في قنوات مختلفة، وبناء شراكات استراتيجية. وعلى المدى البعيد، أسعى إلى تقديم قيمة مضافة للناس. نريد أن يقدم كل منتج شيئا جديدا وفريدا.لماذا نكرر منتجا سبق للآخرين إنتاجه؟ هذا ما تعلمته من رؤسائي السابقين. من المهم ابتكار شيئا يضيف قيمة ويرسخ مكانتك بوصفك قائدا في السوق.لقد واجهت تحديات ومشاكل مختلفة خلال خبرتي التي امتدت خمسة وعشرين عاما. لذا أصبحت الحياة أسهل الآن، وكذلك أصبح طريق "بكرة" أسهل. التعلم لا يتوقف. تعلمت من "بكرة" أشياء مختلفة عما كنت أتوقعه. فلا بأس من ارتكاب الأخطاء. المهم هو أن تتعلم التكيف والمضي قدما.

الخميس، 17 أبريل 2025

روتيني الصباحي: ندى شاهين مديرة رأس المال المغامر المؤسسي في "جي بي كورب"
ندى شاهين مديرة رأس المال المغامر المؤسسي في "جي بي كورب": روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. تتحدث إلينا هذا الأسبوع مديرة رأس المال المغامر المؤسسي في شركة جي بي كورب ندى شاهين (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي ندى شاهين، وأنا أتولى إدارة شركة جي بي فينتشرز، وهي ذراع رأس المال المغامر لشركة جي بي كورب. أنا شغوفة بممارسة الرياضة والأعمال والشركات الناشئة. قضيت مسيرتي المهنية بأكملها في منظومة الشركات الناشئة، وكنت أحد المؤسسين، ولهذا أشعر بارتباط عميق بهذا القطاع. إلى جانب حياتي المهنية، أنا أخت وصديقة وابنة.أنا شغوفة جدا بعملي — فهو مختلف عن الوظائف التقليدية، وأجده جذابا للغاية. أعتبر نفسي مالكة ومؤسسة ما أقوم به. يتضمن يوم عملي المعتاد العديد من الاجتماعات مع الشركات الناشئة لاستكشاف أفكارها وفهم عملياتها ونماذج أعمالها. كما ألتقي بالرؤساء التنفيذيين للشركات التابعة الأخرى لشركتنا الأم، بالإضافة إلى فريق العمل، لمواءمة شراكاتنا وجهودنا التعاونية مع مختلف الشركات الناشئة.رؤيتي الأساسية تتمحور حول المساعدة في سد الفجوة بين الشركات الناشئة وعالم الأعمال. ولذلك، أسعى جاهدة لأكون بمثابة وسيط، أربط بين الجانبين وأُبرم اتفاقيات تجارية.نحن أول شركة رأس مال مغامر مؤسسي في مصر. قبل ثلاث سنوات، لم يكن أحد يعرف شيئا عن منظومة الشركات الناشئة — حتى مجلس الإدارة. بدأتُ بتعريف هذين العالمين المختلفين بعضهما ببعض. أعتقد أن رأس المال المغامر المؤسسي مهم لأنه يجمع بين الخبرة المؤسسية واستراتيجيات السوق ومرونة الشركات الناشئة وابتكارها. إن تأثير هذا المزيج هائل وساحر.نعمل على تشجيع الشركات الأخرى على بدء أنشطتها الاستثمارية الخاصة. يعتبر هذا الأمر غاية الأهمية بالنسبة لمصر. يميل أصحاب رؤوس الأموال المغامرة إلى التردد في الاستثمار في مصر، ولكن بصفتنا شركة تمتلك عمليات قائمة في البلاد، فإننا في وضع فريد لدعم الشركات الناشئة المحلية. لا يقتصر هذا الدعم على التمويل فحسب، بل يمكن أن يكون مزيجا من المال والموارد والخدمات. هذا النهج لا يساعد الشركات الناشئة على النمو فحسب، بل يعالج أيضا التحديات داخل الشركة من خلال الابتكار والتكنولوجيا. إنه فوز استراتيجيٌ لكلا الجانبين، ويتطلب الصبر فحسب.إذا كنت جزءا من عالم الشركات الناشئة، فأنت تعلم أن هناك فعالية تقام كل يوم تقريبا، مثل لقاءات التعارف وحفلات العشاء. أستمتع حقا بحضور هذه التجمعات والاستماع إلى الآراء المختلفة حول الشركات الناشئة، وكيف يمكننا جذب المزيد من المشاريع الواعدة إلى منظومتنا، وكيفية تبادل الشركات الناشئة عبر محافظنا الاستثمارية.روتيني الصباحي بسيط للغاية. أستيقظ باكرا، وأصلي، وأجري روتيني الخاص بالعناية ببشرتي. ثم أستحم لأبدأ يومي بنشاط قبل التوجه إلى العمل. أحب أن أكون فعّالة، فالعملية بأكملها لا تستغرق مني أكثر من 30 دقيقة.أستخدم دفاتر الملاحظات لتدوين قوائم مهامي، كما أستخدم هاتفي أيضا. بعد الانتهاء، أشرع في اجتماعاتي وجدولي اليومي. معظم اجتماعاتي شخصية، فأنا أستمتع بالتواصل مع الناس وجها لوجه.أحاول ممارسة الرياضة يوميا رغم جدول أعمالي المزدحم، عادة بين العمل والمناسبات. لم أكن أضع الرياضة على رأس أولوياتي طوال معظم حياتي، لكن في عام 2023، قررت أن أجعلها أولوية. في البداية، كان الأمر صعبا للغاية — كنت آخذ حاسوبي المحمول معي إلى صالة الألعاب الرياضية. الآن، أنسق أنا ومدربي جداولنا لنسهل الأمر. لقد غيرت هذه الخطوة حياتي. أصبحت أكثر تفاؤلا وكفاءة في العمل، وأكثر حضورا في حياتي الشخصية. لقد أصبح وقتا لتفريغ طاقتي، والانفصال عن العالم، والتأمل فيما مضى من اليوم.أحب تدوين أفكاري أثناء تمارين الكارديو، كما هو الحال عندما أكون على جهاز المشي. أوثق أمورا تتعلق بالعمل، وخواطر شخصية، وأشياء قمت بها خلال اليوم. هذا هو الوقت الذي أكون فيه في قمة تركيزي، فأستمر في الكتابة وأفقد إحساسي بالوقت.قبل جائحة كوفيد، توليت منصب الرئيسة التنفيذية لعدة شركات، حيث عملت بدوام كامل — كانت حياتي كلها تدور حول العمل، وكانت تفتقر إلى التوازن. ظل ذلك مستمرا حتى غيرت عقليتي، وبدأت أعطي الأولوية لصحتي الجسدية والنفسية، وكذلك لعائلتي، على كل شيء. ساعدني هذا على تحقيق نتائج أفضل، كما حسّن مستويات طاقتي وثقتي بنفسي بشكل ملحوظ.أقرأ غالبا مقالات عن الأعمال وقطاع الشركات الناشئة، وتعد نشرة إنتربرايز أحد المصادر التي أعتمد عليها. كما أقرأ كثيرا عن دراسات حالة شركات رأس المال المغامر. ومن الأمور الملهمة الأخرى التي وجدتها سلسلة مقابلات يُجري فيها "أنس بوخش" حوارا مع والدته عن الحياة. إنها رائعة، ذكية للغاية ومتميزة، حاصلة على درجة دكتوراه في فن رسم الحدود. يستكشفان هذا المفهوم عبر عدة حلقات، ويناقشان كيفية بناء حدود سليمة بينك وبين الآخرين.أصب كامل تركيزي حاليا على شركة جي بي فينتشرز، التي أعتبرها بمثابة طفلي ومشروعي الخاص. لدي إصرار على تعظيم إمكانات الشركة. لدي أيضا العديد من الفعاليات المرتقبة، بما في ذلك ومعرض جيتكس في المغرب، وألمانيا — وهما منصتان مهمتان للتكنولوجيا والشركات الناشئة. هذا العام، يعد رأس المال المغامر المؤسسي اتجاها متناميا، والعديد من الشركات تستكشف الوضع في أفريقيا والشرق الأوسط.أفضل نصيحة تلقيتها هي: "هذا أيضا سيمضي". كنت أتعثر في الأوقات الصعبة، معتقدة أنها لن تنتهي أبدا. لكن في النهاية، مرت تلك التحديات، وأصبحت أتحدث عنها كما لو كانت من الماضي. نصيحة أخرى وجدتها قيمة هي عدم البحث عن التحقق من صحة قيمك من مصادر خارجية — فالتحقق الحقيقي يأتي من قيمك الخاصة.

الخميس، 10 أبريل 2025

روتيني الصباحي: دانيا غنيم نائبة رئيس مجموعة مصر في إنجيج كونسلتينج للاستشارات
دانيا غنيم نائبة رئيس مجموعة مصر في شركة إنجيج كونسلتينج للاستشارات: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. تتحدث إلينا هذا الأسبوع نائبة رئيس مجموعة مصر في شركة إنجيج كونسلتينج دانيا غنيم (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي دانيا غنيم، وأنا أشغل منصب نائبة رئيس مجموعة مصر في شركة إنجيج كونسلتينج للاستشارات. قضيت العقد الماضي في العمل في مجال العلاقات الحكومية، وأساليب بناء وصياغة الرأي العام بالطرق التي تساعد الشركات على تجاوز التحديات التنظيمية وحماية مصالحها. يتعلق عملي في صميمه بإدارة الأزمات — التي تتمثل في حل المشكلات، وتخفيف المخاطر، والعثور على الحلول الاستراتيجية. وذلك هو ما يجعل عملي مثيرا بالنسبة إلي — فهو يتسم بالديناميكية والسرعة والتطور المستمر.بصفتي نائبة الرئيس، فإنني أشرف على التواصل مع الحكومة، والدعوة إلى تغيير السياسات العامة، والاستراتيجية التنظيمية، وهذه المهام تتعلق بصفة أساسية بالشركات الكبرى التي تعمل في مصر. ولكن بخلاف هذا، سلطت اهتمامي أيضا على دعم منظومة الشركات الناشئة. وما بدأ بوصفه شغفا عابرا، تحول بسرعة إلى جزء أساسي من عملي. إضافة إلى دعم القطاع الخاص، أسعى بجدية للدفع من أجل استحداث سياسات تخلق بيئة أكثر دعما للشركات الناشئة، من أجل ضمان حصولها على الفرص والإمكانات التي تحتاجها من أجل النمو.تتمثل إحدى مسؤولياتي الرئيسية في محاولة إيجاد أو تأسيس نظام أو وسط أي حالة من الفوضى. ويعد هذا جزءا كبيرا من عملي. وإن أردت أن أقسّم يومي، فسوف أقسّمه إلى ثلاثة أجزاء رئيسية. يتعلق الجزء الأول بإدارة العملاء: فمع كل صباح، أطرح على نفسي أول سؤال في اليوم، وهو: ماذا يحدث مع عملائي؟ فأتحقق من وضع المشروعات الجارية، وأستعد بكل تأكيد لأي أزمة طارئة يلقي بها العالم في طريقنا. أما الجزء الثاني من اليوم، فأكرّسه لفريقي — كي أضمن حصولهم على ما يحتاجون إليه، وأقدم لهم الدعم، وأتأكد من أننا جميعا في حالة اصطفاف وتوافق. أما الجزء الأخير من يومي فأخصصه لأعمال الشركة، والتي تأتي حتما في المرتبة الأخيرة.تتمثل المهمة الأساسية لشركة إنجيج كونسلتينج في الدفاع عن القطاع الخاص، وتسهيل ممارسة الأعمال التجارية في السوق المصرية وجذب الاستثمارات. وهذا يعني حماية عمليات العملاء، وتعزيز مصالحهم على الصعيد التنظيمي، وعقد شراكات حكومية قوية — في محاولة لخلق بيئة أعمال ملاءمة.تأسست الشركة عام 2013 لسد فجوة كبيرة في السوق — إذ كان هناك انقطاع ملموس في التواصل بين الحكومة والقطاع الخاص في ظل فترة تحول اقتصادي وفرص واعدة. شرعت الشركة في تحويل العلاقات الحكومية من عملية عشوائية إلى علم منظم واستراتيجي، وهو أمر لم يكن معروفا في المنطقة حينها. كان الكثيرون متشككين عندما أسس كريم رفعت شركة إنجيج كونسلتينج للاستشارات بفريق من الخريجين الجدد، بدلا من الخبراء المخضرمين في مجال العلاقات الحكومية. لكن الشركة انطلقت في تحدي لفكرة أن النجاح في هذا المجال يعتمد على "العلاقات" وحدها.الجميع لديهم شغف بالتكنولوجيا في الوقت الحالي، وأنا لست استثناء. الرقمنة والأتمتة والذكاء الاصطناعي محور كل حديث، من التكنولوجيا المالية إلى أتمتة سلاسل التوريد. ما يميز هذا التوجه هو عدم وجود سقف له — فلا أحد يعرف إلى أي مدى يمكن أن يصل. هذا ما يجعله مثيرا للاهتمام، ولكنه يمثل أيضا تحديا كبيرا لمجال عملنا. إذا كنا لم نفهم تماما نطاق الذكاء الاصطناعي بعد، فكيف نبدأ في تنظيمه؟معالجة ضعف القدرة على التنبؤ في المشهد التنظيمي تأتي على رأس أولويتنا. تحتاج الشركات إلى بيئة أعمال مستقرة للتخطيط والنمو، لكن التغييرات المستمرة تجعل ذلك شبه مستحيل. نشهد هذا حاليا في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما كنا شهدناه على نحو ملموس أثناء جائحة "كوفيد-19" — عندما يكون النظام في حالة تغير مستمر، يكافح القطاع الخاص للتكيف مع التطورات الجديدة. ولذلك، يتمثل جزء كبير من عملنا في التعاون مع الحكومات لوضع إطار عمل متسق وقابل للتنبؤ، يسمح للشركات بالعمل بثقة.وكانت إنجيج وقعت مذكرة تفاهم أمس مع الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة لتعزيز التعاون والترويج للاستثمار في مصر. بموجب الاتفاقية الموقعة، ستقوم الشركة بالترويج للاستثمار في السوق المحلية من خلال مكاتبها في الداخل والخارج، إلى جانب التواصل مع شركات القطاع الخاص مع الهيئة وموافاة الهيئة بالمعلومات الخاصة بالقطاعات التي تحظى باهتمام المستثمرين، فيما ستقوم الهيئة بتزويد الشركة بكافة المعلومات ذات الصلة بالاستثمار في مصر.وظيفتي فوضوية بطبيعتها، لذا أخصص فترتين من الهدوء — صباحا ومساء — حيث أنفصل قدر الإمكان عن كل ما يشغلني. عندما أستيقظ، يكون وقتي هادئا. أبدأ باحتساء القهوة وقراءة الأخبار. إنتربرايز دائما ما تكون من بين أول ما أقرأه، تليها المستجدات العالمية وبعض مقالات الرأي، ربما من الإيكونوميست، للحصول على فكرة عن الاتجاهات. في طريقي إلى العمل، أستمع إلى الموسيقى — إنها آخر لحظة هدوء لي، فرصة للتفكير في يومي قبل أن تبدأ الفوضى. بمجرد دخولي المكتب، لا أجد وقتا للتخطيط — إذ أشرع في العمل مباشرة.يوم عملي حافل بالاجتماعات المتتالية، لذا أحرص على التنظيم قدر الإمكان. تقسيم المهام أمر أساسي — أخصص وقتا محددا للاطلاع على بريدي الإلكتروني، وأفعل خاصية "عدم الإزعاج" على هاتفي من أجل التركيز على المهام العاجلة وتفويض المهام عند الحاجة. أفعل الشيء نفسه عند إجراء مكالمات أو حضور اجتماعات، مع تقليل عوامل التشتيت إلى أدنى حد. أحاول الالتزام بساعات العمل الاعتيادية، مع أن إدارة الأزمات قد تتطلب أحيانا حالات طوارئ في وقت متأخر من الليل. مع ذلك، الحفاظ على بعض الهدوء أمر أساسي، لذا نهدف إلى إنهاء العمل بحلول الساعة الثامنة مساء على أقصى تقدير.أهدافي الشخصية والمهنية الحالية متشابكة بشكل كبير. في الآونة الأخيرة، ركزت على العطاء وخدمة المجتمع، خاصة في منظومة الشركات الناشئة في مصر — وهو أمر لطالما أثار شغفي. مع مرور الوقت، تحول هذا الشغف إلى عمل تطوعي، بالتعاون مع شركاء لتوجيه وتمويل ودعم الشباب. أنا متحمسة لإعطاء الأولوية لهذا الأمر في العام المقبل، مع أجندة حافلة بالدورات التدريبية وورش العمل والمؤتمرات والبرامج التدريبية في جميع أنحاء البلاد.أحب أن أعتبر نفسي مدمنة عمل سابقة. أثناء جائحة "كوفيد-19"، لم يكن يوم العمل ينتهي حقا، إذ كنت أعمل بكد. لكنني أدركت أن التوازن ليس مفيدا لي فحسب — بل يجعلني أفضل في وظيفتي. في إدارة الأزمات، لا يمكنك أن تعكس ذعر العميل، بل يجب أن تكون الحل. هذا يعني أن تبقى هادئا ومتقد الذهن ومتوازنا. الآن، أتأكد من القيام بشيء واحد على الأقل لنفسي يوميا — سواء كان ذلك الاتصال بصديق أو القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى — لأبقى متوازنة وفعالة.أسترخي من خلال القراءة أو مشاهدة التلفزيون — معظمها أفلام إثارة سياسية. وظيفتي تتمحور حول الاستراتيجية، لذلك أميل أيضا إلى الكتب التي تصقل تفكيري. أعيد حاليا قراءة كتاب " Never Split the Difference " لكريس فوس عن تقنيات التفاوض.أفضل نصيحة تلقيتها جاءت من مكانين — من والدي، وما بدأ كمزحة مع فريقي. كان والدي يقول لي دائما "تلك هي تصوراتك"، لم تكن نصيحة ولكنها شكلت طريقة تفكيري. علمتني أن أخرج من وجهة نظري الخاصة وأن أنظر إلى كل موقف من جميع الزوايا وهو أمر بالغ الأهمية في المفاوضات، حيث أحتاج إلى فهم ما يريده الطرف الآخر والتحدث بلغته، وليس لغتي فقط. والثاني هو عبارة أحيا أنا وفريقي بها: "أزمة واحدة في كل مرة". بدأت كمزحة لكنها أصبحت شعارا. عندما تكون الأمور مرهقة، فإن الطريقة الوحيدة للمضي قدما هي تقسيم الأمور إلى خطوات يمكن التحكم فيها. محاولة حل كل شيء في وقت واحد لا تنجح أبدا، ولكن تنجح بتنظيم خطواتك.

الخميس، 27 مارس 2025

روتيني الرمضاني: أحمد أبو السعد الرئيس التنفيذي لـ "أزيموت مصر"
أحمد أبو السعد الرئيس التنفيذي لشركة أزيموت مصر: في هذا الشهر الفضيل نقدم لكم فقرتنا الأسبوعية روتيني الصباحي في إصدار رمضاني خاص نتحاور خلاله مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا ونسألهم الأسئلة المعتادة حول كيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بإدارة أعمالهم خلال الشهر الكريم وكيف يستقبلونه في حياتهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع الرئيس التنفيذي لشركة أزيموت مصر أحمد أبو السعد (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي أحمد أبو السعد، وأنا أشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة أزيموت مصر منذ 16 عاما. وأشغل أيضا منصب رئيس إدارة الأصول لمجموعة أزيموت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، وعضو مجلس إدارة البورصة المصرية، حيث أمثل شركات الأوراق المالية. بالإضافة إلى ذلك، أنا رئيس الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار ونائب رئيس الجمعية المصرية لإدارة الاستثمار. يركز عملي في الجمعيتين على تطوير أسواق رأس المال في مصر وتنويعها، وضمان توافقها مع أفضل الممارسات العالمية. يعد الاستثمار وأسواق المال شغفي الأول لأكثر من 25 عاما، وهي الفترة التي قضيتها في العمل في هذا المجال.توفير منتجات استثمارية جديدة إلى السوق لا يزال يشكل ركيزة أساسية في استراتيجية أزيموت. تعد أزيموت أول مؤسسة مالية غير مصرفية تحصل على ترخيص لإطلاق صناديق استثمارية، وهو ما كان مقتصرا في السابق على البنوك وعملائها. وكنا أول من أطلق في السوق المحلية صندوق للاستثمار في الذهب، وصندوق للاستثمار في صناديق التأمين الخاصة، وصندوق استثمار خيري، وهو صندوق عطاء، الذي يدعم الأشخاص ذوي الإعاقة. ندير حاليا 15 صندوقا استثماريا. كما عملنا مع هيئة الرقابة المالية للمساعدة في وضع الإطار التنظيمي الذي يسمح لشركات الوساطة بتسويق صناديق الاستثمار والاستفادة من المنصات القائمة على التكنولوجيا التي تسهل الوصول إلى المنتجات المالية.تدعم التكنولوجيا هدفنا المتمثل في الوصول إلى جمهور أوسع. لقد حصلنا مؤخرا على موافقة من هيئة الرقابة المالية على إطلاق صناديق استثمار رقمية، مما يمكننا من الوصول إلى قاعدة عملاء أوسع. وكجزء من هذه الرؤية، فإننا نوفر بالفعل أدوات استثمارية للعديد من شركات التكنولوجيا المالية الرائدة والمنصات الرقمية، مثل فاليو، وإم إن تي-حالا، وثاندر، ومنثم، وفوري، وبالباقي، وغيرها.البلوك تشين هي الاتجاه التالي في مجال إدارة الاستثمارات، على الصعيدين العالمي والمحلي. فبعد سنوات من إنشاء منظومة للتكنولوجيا المالية في السوق المحلية، تستعد أزيموت لنقل جميع أنشطتها الاستثمارية إلى البنية التحتية القائمة على البلوك تشين.بصفتي الرئيس التنفيذي لشركة أزيموت مصر، أضع الاتجاه الاستراتيجي للشركة، وأدفع عجلة الابتكار، وأقدم أفضل الممارسات للسوق المحلية. أبدأ يومي بالاطلاع على الأسواق المالية، على الصعيدين العالمي والمحلي. وبعدها أتحقق من جميع منتجات الاستثمار الجديدة وأدوات إدارة الأصول التي نعمل على تطويرها حاليا. لدينا مجموعة هائلة من الأفكار، التي ربما سنحتاج بالضرورة إلى استنساخ أنفسنا لتنفيذها جميعا.أنا لا أتبع روتينا صباحيا صارما. فعادة ما أستيقظ في الساعة 8 صباحا وأقرأ نشرة إنتربرايز وأنا في طريقي إلى المكتب. أصل في التاسعة صباحا وأقضي أول 30 دقيقة في مراجعة رسائل البريد الإلكتروني ومتابعة الأخبار المالية قبل أن أذهب إلى اجتماع مع فريقي لمدة 30 دقيقة أخرى. أما باقي اليوم فأقضيه في المتابعة واجتماعات العملاء والاجتماعات الداخلية لمناقشة المنتجات الجديدة والقادمة — وأحيانا يستمر ذلك حتى الساعة 6 و8 مساء.التمارين الرياضية والصلاة هما من الأمور الثابتة في يومي. تساعدني التمارين الرياضية على التخلص من التوتر والطاقة السلبية. لذلك أقضي نحو ساعة كل يوم بين الساعة 6-7 مساء في صالة الألعاب الرياضية بعد العمل. وفي شهر رمضان، أجعل التمارين قبل الإفطار، وأمارس الرياضة مع أطفالي أو أشاهد مباريات ابني في كرة القدم في الدورة الرمضانية.جدول أعمالي في رمضان أكثر تنظيما، مع ساعات عمل أقصر ووقت أطول للتأمل. كما أن الوتيرة الأبطأ تساعدني على التركيز بشكل أفضل وتمنحني الوقت للتفكير في منتجات استثمارية جديدة.دعم ذوي الاحتياجات الخاصة هو أولوية شخصية لي، فأختي الوحيدة التي تكبرني بخمس سنوات هي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأعتبرها ميراثي الحقيقي في الحياة، خاصة بعد وفاة والدنا. أزورها كل نهاية أسبوع في الإسكندرية. وقد ألهمتني لإطلاق أول مدرسة لذوي الإعاقة في مصر والمساهمة في تأسيس صندوق عطاء.تعمل التكنولوجيا كمساعد شخصي لي. أعتمد على قوائم المهام وتقويم هاتفي لتنظيم كل شيء بدءا من اجتماعات العمل إلى الالتزامات العائلية، بما في ذلك مباريات كرة القدم التي يلعبها ابني.حياتي العملية والشخصية متداخلتان بشكل كبير. فعملائي وزملائي هم الأصدقاء الذين أقضي معهم غالبية وقتي خارج ساعات العمل. كما أنني محظوظ أيضا لأن زوجتي تعمل في المجال ذاته. وهذا يساعدها على تفهم التزاماتي وطبيعة عملي. لدينا ولدان - أدهم البالغ من العمر 16 عاما وهو لاعب كرة قدم، وسليم البالغ من العمر تسع سنوات - وهما أقرب أصدقائي.وبالمثل، فإن أهدافي الشخصية متشابكة ومتداخلة مع أهدافي المهنية. أريد أن أترك بصمة دائمة في المشهد الاستثماري في مصر وأن أجعل الاستثمار أمرا شائعا كالغذاء والرعاية الصحية والتعليم. إن التطورات الاقتصادية الكلية التي شهدناها خلال السنوات الماضية — التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، وانخفاض الجنيه — تمثل فرصة مثالية لتوسيع نطاق ثقافة الاستثمار لتشمل جميع شرائح المجتمع.كانت أفضل نصيحة تلقيتها على الإطلاق هي التحلي بالمرونة وعدم اتخاذ قرارات دون إجراء بحث شامل. كما أن مقولة مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرج أن "الخطر الأكبر هو عدم المخاطرة"، أثرت فيّ بشكل عميق. عندما تتجنب اتخاذ أي إجراء خوفا من الفشل، فإنك تضر بفرص نجاحك.

الخميس، 20 مارس 2025

روتيني الرمضاني: عمرو بدر الدين الرئيس التنفيذي لأركان بالم العقارية
عمرو بدر الدين الرئيس التنفيذي لـ "أركان بالم": في هذا الشهر الفضيل نقدم لكم فقرتنا الأسبوعية روتيني الصباحي في إصدار رمضاني خاص نتحاور خلاله مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا ونسألهم الأسئلة المعتادة حول كيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بإدارة أعمالهم خلال الشهر الكريم وكيف يستقبلونه في حياتهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع الرئيس التنفيذي لشركة أركان بالم للتطوير العقاري عمرو بدر الدين. إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي عمرو بدر الدين، وأنا الرئيس التنفيذي لشركة أركان بالم. أعمل في مجال ريادة الأعمال منذ نحو 50 عاما، إذ تنقلت بين قطاعات مختلفة مثل التنمية والسياحة والزراعة والاستيراد والتصدير. لقد أمضيت في العمل بالقطاع العقاري بمصر عقودا من الزمان شهدت قيادتي مشروعات أحدثت تحولا في المساحات الحضرية. عملت أيضا لبعض الوقت في المملكة المتحدة، حيث تعرفت على أهمية تسليم الأعمال في الوقت المحدد بعد تنفيذها بصورة تامة وجيدة. وهذه هي جميع القيم التي غرسناها في أركان بالم.التركيز على المستقبل يمثل جزءا من مهامي. أتولى توجيه رؤية الشركة والتخطيط لعام أو عام ونصف مقبل، ومراقبة كيفية تنفيذ الخطة بصفة دورية، كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وفي ظل التقلبات الكبيرة الملحوظة في السوق — على شاكلة التضخم، وأسعار الفائدة، وضوابط الاستيراد، وسعر الصرف — من الضروري مواصلة المتابعة. هذا النهج يتيح لك معرفة كل شيء عن أعمالك وفحص الاستراتيجية وفي الوقت نفسه يرشدك في اتخاذ قراراتك اليومية. فربما تغير المسار الكامل لأفعالك بين عشية وضحاها استنادا إلى تغيرات السوق. وبجانب أخبار مصر، ألقي نظرة أيضا على الأخبار العالمية أو الاتجاهات الرائجة التي قد تؤثر على السوق المحلية.مشروع أركان بالم بدأ بملاحظة بسيطة تتمثل في عدم وجود ما يكفي من المشروعات عالية الجودة في منطقة الشيخ زايد، حيث يمكن للناس الاستمتاع بالخروج. حدث هذا خلال التحول من التعارف الاجتماعي في أروقة النوادي الرياضية إلى تفضيل الأشخاص قضاء الوقت في المقاهي والمطاعم. تمثلت رؤيتي في إنشاء منطقة مخصصة لتناول الطعام والترفيه — تضم مجموعة من المقاهي والمطاعم المشهورة — بدءا من المطاعم الاعتيادية ومطاعم السوشي، وصولا إلى المطاعم اللبنانية والقهاوي الشعبية ذات الطراز العصري. حقق المشروع نجاحا كبيرا، ثم انتقلنا إلى المرحلة الثانية، التي قادتها رؤية تأسيس منطقة شاملة تضم فنادق وسينما ومسرح وملاعب تنس وغيرها أماكن الترفيه. واليوم نستقطب 45 ألف زائر يوميا، أي نحو 12-13 مليون زائر سنويا.مشروعنا التالي هو "205"، وهو أكبر بنحو 11 ضعفا من أركان بلازا، وسيكون أحد مراكز الترفيه الرئيسية في غرب القاهرة. سيضم المشروع ثلاثة فنادق — فندق هوليداي إن بسعة 200 غرفة، وفندق إنتركونتيننتال بسعة 250 غرفة، وفندق فوكو بسعة 150 غرفة — إلى جانب أطول ثلاثة أبراج في غرب القاهرة. كما سيضم المشروع أيضا قناة مائية اصطناعية، ونحو 200 ألف متر مربع من المساحات المخصصة للمتاجر وأماكن الترفيه، بالإضافة إلى مبان مكتبية بمساحة 500 ألف متر مربع. تمثل الاستدامة ركنا أساسيا في مشروع 205، حيث سيعتمد المشروع بنسبة تتراوح بين 22% و25% على الطاقة الشمسية في توفير احتياجاته من الكهرباء، كما سيحتوي المشروع على نظام إعادة تدوير المياه الرمادية لتكييف الهواء. سيضم المشروع أيضا منطقة سكنية ومستشفى وأكثر من 20 ألف موقف للسيارات. تعمل الشركة حاليا على تنفيذ الأبراج، متطلعين إلى تسليم الثلث الأول من المشروع خلال عام.أستيقظ مبكرا وأستغرق بعض الوقت للقراءة قبل الانخراط في اليوم. وقت الصباح هو فرصتي لتنظيم أفكاري والاستعداد لليوم التالي، وبعد ذلك أذهب مباشرة إلى العمل. جدول أعمالي مزدحم بالاجتماعات، لأننا نعيد تقييم خططنا باستمرار للبقاء على اطلاع دائم على السوق المصرية سريعة التغير. لا يتغير روتيني خلال شهر رمضان. عادة لا آخذ قيلولة في وقت الظهيرة، لذلك عندما أعود من العمل إلى المنزل مساء، أتناول الإفطار ثم أتنزه أو أقضي بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء في المساء.لا يوجد شيء ثابت في يومي، فأنا أستمتع بتغيير الأشياء. أحب أن أستكشف وأجرب أشياء جديدة، حتى أنني انتقلت من منزلي 11 مرة. إذا كان هناك شيء واحد ثابت بالنسبة لي، فهو الحركة. حتى في المكتب، لا أدعو الناس إلى مكتبي، بل أذهب إليهم بدلا من ذلك. فأنا أفضل أن أبقى نشيطا ومتحركا.الوقت ضروري بالنسبة لي، فأنا أقدره بشدة. الالتزام بالمواعيد أمر في غاية الأهمية، وأتوقع نفس الشيء ممن حولي. فإهدار الوقت يحد حقا مما تستطيع تحقيقه. يعمل الشخص نحو 80 ألف ساعة في العمر، لذا فإن الاستفادة القصوى من الوقت أمر ضروري للنجاح.الحفاظ على صحة جيدة يأتي ضمن أهم أولوياتي. وفيما عدا ذلك، أنا راض عن حياتي الشخصية. أما على الصعيد المهني، فإن تركيزي ينصب على ضمان تسليم مشروعاتنا في الوقت المحدد ووفقا لأعلى المعايير.أعمل على مدار الساعة، لذلك عندما أشعر بالإرهاق، أحصل على إجازة للسفر أو الاسترخاء أو المشي أو تجربة أشياء جديدة. وهذا يساعدني على العودة إلى العمل وأنا أشعر بالانتعاش والاستعداد لتقديم أفضل ما لدي.ليست لدي تفضيلات محددة عندما يتعلق الأمر بالقراءة. فأنا أستمتع بالبحث واستكشاف مجموعة واسعة من الموضوعات. لا تتعلق الكتب التي أختارها بالعمل على الدوام، أو بالموضوعات التي يركز عليها معظم الناس، لكنني أحب أن أبقى على اطلاع دائم.تسألون عن أفضل نصيحة تلقيتها؟ لا تضيع وقتك أبدا. حقق الاستفادة القصوى من كل دقيقة. سواء كنت تعمل، أو تأكل، أو تستمتع بوقتك، افعل ذلك بهدف وبأفضل ما لديك. تجنب التكاسل وعدم القيام بأي شيء وانخرط في الأنشطة التي تضيف قيمة لك ولحياتك.

الخميس، 13 مارس 2025

روتيني الرمضاني: نور إمام المؤسسة الشريكة ورئيسة تطبيق دليلة من مذربيينج
نور إمام المؤسسة الشريكة ورئيسة تطبيق دليلة من مذربيينج: في هذا الشهر الفضيل نقدم لكم فقرتنا الأسبوعية روتيني الصباحي في إصدار رمضاني خاص نتحاور خلاله مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا ونسألهم الأسئلة المعتادة حول كيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بإدارة أعمالهم خلال الشهر الكريم وكيف يستقبلونه في حياتهم. تتحدث إلينا هذا الأسبوع نور إمام (لينكد إن) المؤسسة الشريكة ورئيسة تطبيق دليلة من مذربيينج. إليكم مقتطفات محررة من الحوار:اسمي نور إمام، وأنا المؤسسة الشريكة لتطبيق دليلة من مذربيينج. ينصب دوري كرئيسة للمنصة على التواصل والمحتوى والنمو والرؤية والاستراتيجية العامة.غيرنا علامتنا التجارية، وأصبح اسمنا الآن "دليلة من مذربينج". تطبيقنا يحمل اسم "دليلة"، في حين أن الشركة الأم لا يزال اسمها "مذربينج". مع إطلاق التطبيق وعملنا على أن يكون شاملا للإناث في جميع المراحل العمرية، أدركنا أن اسم "مذربيينج" يحمل قيودا وتحيزات. غالبا ما يربط الناس هذا المصطلح بأشياء معينة مثل الأمومة، ورعاية الأطفال، رغم أن رؤيتنا أوسع بكثير. اخترنا اسم "دليلة" لأننا أردنا اسما شخصيا يبني إحساسا بالتواصل مع مساعد الذكاء الاصطناعي الصحي داخل التطبيق، بالإضافة إلى أننا أردناه اسما بسيطا يصلح في جميع أنحاء المنطقة وخارجها — أي اسم بلا حواجز.يتمثل دورنا في المقام الأول في وضع الرعاية الصحية في المتناول، مع جعل التطبيق بمثابة مرافق للنساء والإجابة على أسئلتهن وتوجيههن خلال رحلتهن الصحية. الهدف الرئيسي لدليلة هو جعل المعلومات المتعلقة بقضايا وحالات صحة المرأة الشائعة متاحة للجميع وبطريقة سهلة قدر الإمكان. من خلال التطبيق، تستطيع المستخدمات الحصول على تشخيصات لحالات مثل الالتهابات والعدوى والإفرازات، والحصول على وصفات طبية لتنظيم النسل.خدمة الدردشة باستخدام الذكاء الاصطناعي التي يتيحها التطبيق تمثل ميزة كبيرة. لقد أجبنا على نحو 600 ألف سؤال، وجذبنا 80 ألف مستخدمة منذ إطلاق التطبيق في أغسطس. الخدمة تساعد النساء من جميع الأعمار على البدء بأول خطوة أو خطوتين على أقل تقدير في رحلة الرعاية الصحية. هناك حاجة واضحة للإجابات الفورية على الأسئلة المتعلقة بالصحة الإنجابية والجنسية والصحة العامة.في 2019، شخصت بإصابتي بالاكتئاب وقلق ما بعد الولادة عقب إنجاب طفلي الأول. شخصت حالتي في وقت متأخر — 7 أشهر بعد الولادة — من خلال العلاج أدركت أن السبب في ذلك هو قلة المعلومات الصحية المتاحة التي تتعلق بحالتي وذات صلة بي على المستوى الثقافي. ونظرا إلى أنني أحب التدريس والوقوف أمام الناس، خطر لي أنني قادرة على تعليم الناس عن الصحة واتخاذ هذا المسار مصدرا للعيش. وهكذا ولدت مذربيينج. لقد بدأت بإلقاء دروس عبر تطبيق زووم، قبل أن يتوسع المشروع إلى برامج حسب الطلب ثم إلى تطبيق متكامل.عادة يبدأ صباحي في السابعة صباحا. أطعم ابنتي البالغة من العمر سبعة أشهر، وأتأكد من جاهزية ابنتي الكبرى — ست سنوات — لبدء يومها الدراسي قبل أن أوصلها أنا أو والدها إلى المدرسة. أقسم الساعتين التاليتين بين قضاء وقت ممتع مع صغيرتي، وبين الرد على أكبر عدد ممكن من رسائل البريد الإلكتروني قبل بدء اليوم فعليا. أعد وجبة الإفطار وأنا واقفة على قدمي، أو بينما أهدهد طفلتي أو أطعمها. أسخن قهوتي مرتين إلى ثلاث مرات على أقل تقدير لأنها تبرد دائما قبل أن أتناولها. إنه عمل شاق وليس جيدا للغاية، لكني أحبه.في شهر رمضان أجهز في المعتاد كثيرا من الأمور المتعلقة بوجبات الإفطار في وقت مبكر من اليوم قبل بدء العمل. يصبح جدولي مزدحما أكثر خلال رمضان. تنتهي المدرسة مبكرا، لتعود طفلتي إلى المنزل في وقت أبكر. يصبح يوم العمل مضغوطا بينما أحاول أنا وفريقي زيادة الإنتاجية إلى أقصى حد، رغم أن ذلك ينخفض حتما مع الصيام.إحدى طرق التنظيم خلال شهر رمضان هي إنجاز كثير من الأعمال خلال المساء. بعد أن يخلد الأطفال إلى النوم، هناك ساعتين إلى ثلاث ساعات جيدة أعمل خلالها بتركيز عميق لا يمكن عادة تحقيقه خلال النهار.أنا محظوظة لأن لدي شريكا يدعمني كثيرا. نتقاسم رعاية الأطفال بالتساوي. في بعض الأيام، أعمل من المنزل مع الطفل، وفي أيام أخرى، يتولى هو العمل من المنزل بينما أذهب أنا إلى المكتب. مع وجود طفلين، يبدو العمل في المكتب أشبه بالماراثون. إذ أتسابق لإنهاء كل ما بوسع لأني أعلم أنني لن أكون متاحة من الساعة 4-5 مساء حتى الساعة 9-10 مساء.الثابت الوحيد في يومي هو الجلوس دون كلام لمدة 20 دقيقة بعد وضع بناتي في الفراش. عندها تختمر أفكار العمل في رأسي. أحصل على أفضل الأفكار وأتذكر ما أحتاج القيام به حتى أتمكن من إنهائه. إنها 20 دقيقة مهمة جدا.في الأسابيع الستة المقبلة، سنطلق متتبع الدورة الشهرية. أنا متحمسة جدا لهذا الأمر لأنه سيقدم للمستخدمات طريقة جديدة لتتبع الدورة الشهرية. المتتبع يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي — دردشة دليلة الخاصة بك هي جوهر المتتبع — لذلك فهو يعرف تاريخك من الدردشات السابقة ويتعرف على الأعراض التي تدخلها المستخدمات، ويشير إلى الأشياء التي لا تبدو صحيحة. عندما تستشير إحدى المستخدمات طبيبا أو طبيبة من خلال خدمة التشخيص الطبي في تطبيق دليلة، يسحب المتتبع المعلومات من دورتك لعرضها على الطبيب. إنه بمثابة حزمة شاملة من حيث كيفية تواصل الخدمات مع بعضها — وهو ما يميز دليلة عن غيره من تطبيقات ووسائل تتبع صحة المرأة والخصوبة.البودكاست الذي أنصح بالاستماع إليه هو بودكاست سبوتيفاي "Science Vs". إنه رائع للغاية. تطرح كل حلقة سؤالا محددا وتجيب عنه من منظور علمي. على سبيل المثال، استكشفت إحدى الحلقات التي لا تنسى سبب الألم الجسدي الذي يسببه كسر القلب، من خلال إجراء مقابلات مع علماء وأطباء. ومؤخرا، أطلقنا بودكاست "بدون إحراج".يوجد كتاب بعنوان "The Fifth Vital Sign" للكاتبة ليزا هندريكسون- جاك أنصح به بشدة للقارئات. يوضح الكتاب كيف أن الدورة الشهرية تعد مؤشرا على صحتك العامة، وبالتالي فهي في الأساس علامة حيوية خامسة. أي أن أي اضطراب في الدورة الشهرية للمرأة هو بمثابة إنذار يرسله جسمك.أفضل نصيحة تلقيتها هي أن الثابت الوحيد في الحياة هو التغيير. فالأمور تصبح صعبة ولكن لا شيء يبقى سيئا إلى الأبد. ستتحسن الأمور؛ فقط استمري.إذا كانت هناك نصيحة واحدة أقدمها للفتيات الأصغر سنا، فهي أنه يمكنك بناء شيء ذي قيمة إذا حافظت على ثباتك على هدفك وكان لديك "سبب" ذو مغزى يدفعك إلى الأمام. وها أنا ذا، أجري هذه المقابلة مع إنتربرايز حول "دليلة"، أول منصة صحية نسائية متكاملة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونحن نناقش الصحة الجنسية والإنجابية للمرأة العربية - يبدو الأمر وكأنه حلم. فقبل خمس إلى سبع سنوات مضت، كان ذلك سيبدو كفكرة مجنونة، لكنها أتت ثمارها لأننا ظللنا متمسكين بـ "هدفنا" الأساسي بغض النظر عن المسارات التي كان ينبغي علينا سلوكها.

الخميس، 6 مارس 2025

روتيني الصباحي: شامل أبو الفضل الرئيس التنفيذي لبنيان للاستثمار العقاري
شامل أبو الفضل الرئيس التنفيذي لشركة بنيان للاستثمار العقاري: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع شامل أبو الفضل (لينكد إن) الرئيس التنفيذي لشركة بنيان للاستثمار العقاري والرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة كومباس كابيتال. إليكم مقتطفات محررة من الحوار:أنا مهندس بحكم تعليمي — حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة عام 1992، ثم حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية وارتون لإدارة الأعمال عام 1999. ومنذ ذلك الحين، عملت في مجال الخدمات المالية في مصر وخارجها. وفي الوقت الحالي، أشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة بنيان للاستثمار العقاري.في منصب الرئيس التنفيذي لبنيان يتمحور دوري حول وضع استراتيجية الشركة والتأكد من أن جميع الأعمال تنسجم مع تلك الرؤية. وأنتقل بين الصورة الكبيرة التي يكفلها هذا المنصب وبين التفاصيل الدقيقة، فأعمل على تطوير الوجهة الاستراتيجية وفي الوقت ذاته أنخرط في حل المشكلات عمليا، وأتعمق في التفاصيل عند الضرورة.ينصب تركيزي بدرجة كبيرة على تجاوز التحديات، لا سيما تلك التي لم تحل في مرحلة سابقة من العمل. عندما تصل المشكلات إلي، تحتاج عادة إلى معلومات من عديد من الأطراف المعنية، ووظيفتي هي فك هذه التشابكات للعثور على الحلول الصائبة.نظرا إلى أني رائد أعمال متسلسل، انجذبت دائما إلى تأسيس الشركات والاستثمار في الشركات ذات الإمكانات القوية. بدأت الفكرة التي انطلقت منها بنيان بالاستحواذ على أصل طالما أكننت له إعجابا، وهو سوق تجاري متخصص في الأثاث ذو إمكانات لكنه كان يعاني من ضعف الأداء. عندما استحوذنا عليه في 2018، توليت منصبا تنفيذيا برؤية تستهدف تحويله من أصل ذي أداء ضعيف إلى وجهة تجارية مزدهرة.لكن الاستراتيجية لم تتمثل في الاستحواذ على أصل واحد فحسب — بل تعلقت ببناء منصة يمكنها أن تقدم فرصا استثمارية عقارية ذات درجة مؤسسية. اتبعنا نهج الاستحواذ والتطوير، فاستحوذنا على تسعة أصول. تمثل الهدف في تجاوز نوعية الاستثمارات العقارية التقليدية المجزأة، وتقديم نموذج مهيكل يتماشى مع المعايير الدولية.المستثمرون الدوليون لا يشترون عادة العقارات المملوكة بصورة مباشرة. بدلا من ذلك، يستثمرون من خلال الصناديق، وصناديق الاستثمار العقاري، والحسابات المدارة. ارتأينا فرصة هائلة في استجلاب هذا النهج إلى سوقنا، ما يسمح للمستثمرين بالوصول إلى العوائد العقارية من خلال كيانات مدارة بطريقة احترافية منسجمة مع أفضل الممارسات العالمية.تمثل الاستثمارات المؤسسية أكبر الفرص في القطاع العقاري التجاري في مصر. إذ إن المجال متخلف عن الركب ويفتقر إلى المستثمرين المتخصصين، ويعزى جانب كبير من هذا إلى أن تملك الأصول التجارية وتشغيلها يتطلب الخبرات والبنية التحتية الملائمة. في حين أن كثيرا من المطورين يقدمون عقارات تجارية، فإنهم يبيعون في المعتاد وحدات فردية، ما يصعب على المستثمرين اغتنام القيمة طويلة الأجل. وعادة يمنع هيكل الملكية المجزأ من هذا النوع كبار المستأجرين، لأنهم يفضلون العمل مع ملاك عقارات محترفين قادرين على منحهم إدارة عقارية متسقة وخدمة ذات جودة عالية.ثمة فجوة كبيرة في السوق على مستوى المستثمرين القادرين على الاستحواذ على العقارات التجارية وإدارتها وتأجيرها للشركات المحلية البارزة ونظيراتها متعددة الجنسيات. تتوسع القاهرة بسرعة شرقا وغربا، ويستمر الطلب على المساحات المكتبية من الدرجة الأولى في النمو. الشركات تتحول من إعدادات المساحات المكتبية إلى البيئات المكتبية العصرية ذات النمط العالمي — وهو اتجاه آخذ في الاستمرار. تكمن الفرصة الحقيقية في امتلاك هذه الأصول على نطاق واسع وتشغيلها، وتقديم مساحات مكتبية احترافية وذات جودة عالية إلى الشركات، وهذه الخيارات لا تكون متاحة بسهولة في نماذج الملكية المجزأة.عندما نستثمر، نركز على الأعمال ذات الظروف المواتية — والقطاعات التي تتماشى مع الاتجاهات الاقتصادية، لا تلك القطاعات الأخرى التي تجد صعوبات في مواكبة هذه الاتجاهات. في بيئة تضخمية، نتجنب الأعمال التي تتآكل فيها هوامش الربح بسبب ارتفاع التكاليف، مثل تطوير العقارات ذات التمويل المسبق والتكاليف الإنشائية المتغيرة. بدلا من هذا، نستثمر في أصول قائمة بالفعل تزداد قيمتها مع زيادة تكلفة الإحلال، فنستفيد من التضخم بدلا من أن نتضرر بسببه. الأهم أن نضع الاستثمارات حيث يكون تغير رياح الاقتصاد الكلي في اتجاه أشرعتنا.أبدأ يومي مبكرا. أستيقظ في السادسة صباحا، وأتفحص رسائل البريد الإلكتروني، وأصطحب كلبي في نزهة بين السابعة والثامنة صباحا. بعد ذلك، أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية حتى التاسعة صباحا قبل أن أتوجه إلى المكتب بحلول التاسعة والنصف. وذلك روتيني حتى نهاية اليوم.لا أشاهد الأخبار — لأنها تكون سلبية في المعتاد، وخارجة عن إرادتي، وضررها أكثر من نفعها. عند تلقي المعلومات، أركز على الأمور المهمة لعملي. لدي اشتراكات في خدمات تقدم المستجدات القانونية وأقرأ كل قانون جديد يصدر. أقرأ أيضا نشرة إنتربرايز لأنها تجمع الأخبار الرئيسية في مكان واحد، والأهم أنها تشرح تداعياتها بالنسبة لمجتمع الأعمال — لذا فهي تمنح قراءة عملية وثاقبة ومن دون السلبية المعتادة.وعلى مستوى شخصي، أتطلع إلى العودة إلى الجامعة — ليس من أجل الحصول على درجة تعليمية، بل من أجل التواصل مع المؤسسات الأكاديمية والحفاظ على اطلاعي على أحدث الاتجاهات. أخطط لبدء برنامج دراسي في المجال التنفيذي مدته ثلاث سنوات في مايو المقبل، كي أعمق معرفتي وأطبق ما تعلمته على عملي. مؤخرا، أتممت دراسة برنامج في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يستكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعتنا، وأنا متحمس لاستكمال معرفة كيف يمكن للتغيرات العالمية أن تساعدنا في تطوير ما نفعله.وعلى المستوى الاحترافي، ما زلنا على السطح ولم نصل إلى مرحلة سبر أغوار الممكن. ثمة مجال هائل لتوسع بنيان عبر صفقات الدمج والاستحواذ في مجال العقارات التجارية، وأرى فرصا هائلة أمامنا.التحديات هي الشيء الثابت في يومي. من أجل أن أحافظ على تركيزي، أدون أفكاري. وجدران مكتبي عبارة عن سبورات مكتظة بالملاحظات والأفكار. عندما يتعلق الأمر بالتوازن بين الحياة والعمل، أحاول أن أبعد عبء العمل عن منزلي وأنفصل عنه عندما أكون في المنزل. أسترخي من خلال المشي مع كلبي، ولعب الرياضة، وقضاء الوقت مع العائلة، ومشاهدة المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي لا تكون ذات صلة بالواقع — وتحديدا لا تكون ذات صلة بالأخبار.تسألون عن أفضل نصيحة تلقيتها؟ "أحبب ما تعمل، ولن تكون مضطرا أبدا للعمل يوما واحدا في حياتك".

الخميس، 27 فبراير 2025

روتيني الصباحي: كارين ويك المؤسسة المشاركة ورئيسة دائرة الأعمال المصرية السويسرية
كارين ويك المؤسسة المشاركة ورئيسة دائرة الأعمال المصرية السويسرية: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. تتحدث إلينا هذا الأسبوع كارين ويك (لينكد إن)، المؤسسة المشاركة ورئيسة دائرة الأعمال المصرية السويسرية وعضو مجلس الإدارة التنفيذي لغرفة التجارة السويسرية في مصر. إليكم مقتطفات محررة من الحوار:أفضل طريقة لتقديم نفسي هي عبر ما يجمعنا — حب مصر. ولدت في سويسرا، ووصلت إلى مصر قبل 25 عاما مع طفلين وزوجي، الذي انضم إلى شركة فودافون آنذاك. كنا مجرد عائلة مغتربة، وكانت الستة أشهر الأولى صعبة. تركت وظيفتي، وبعت أسهمي في شركة مقرها زيورخ، ثم أوليت اهتماما بالأمومة في بلد لم أزره من قبل. كان لدينا ستة أسابيع لحزم أمتعتنا والانتقال، ولن أنسى أبدا هبوطنا في القاهرة في وقت متأخر من الليل. أخذ زوجي، الذي وصل في وقت سابق، الأطفال وأرسلني إلى عمر أفندي لتجهيز منزلنا — لذلك كنت هناك، في منتصف الليل، أحاول التعامل مع واقع جديد. استغرق الأمر بعض الوقت، لكن القاهرة هي موطني الآن. يعمل زوجي في سويسرا، وأولادي موجودون في جميع أنحاء العالم، ولكن إذا أرادوا رؤيتي، فعليهم العودة إلى الوطن — العودة إلى مصر. قد يبدو أنهم أوروبيون، لكن حمضهم النووي مصري للغاية.عمقت من مشاركتي في غرفة التجارة السويسرية بالقاهرة، حيث عملت على تعزيز العلاقات التجارية بين مصر وسويسرا. وللتوسع في هذه المهمة، أسست دائرة الأعمال المصرية السويسرية (ESBC) مطلع هذا العام. أؤمن ببناء الجوهر قبل الترويج، ولهذا السبب أطلقنا حدثا تحت عنوان لنبتكر معا: فرص الأعمال بين مصر وسويسرا، وهو أول حدث لنا في دائرة الأعمال المصرية السويسرية. ويعد أكثر من مجرد جلسة نقاش افتراضية، إنها بداية جسر جديد بين البلدين. بدعم قوي من السفارتين، هدفنا واضح — مناقشات عملية هدفها تحقيق نتائج، وليس محادثات غامضة ومجردة.يدور هذا الحدث حول الشركات الناشئة والابتكار والاستثمار — مع التركيز على الروابط الحقيقية القابلة للتنفيذ. سيتمكن الحاضرون من الوصول المباشر إلى المستثمرين السويسريين الذين يمكنهم مساعدتهم على التوسع خارج مصر. نستضيف صناع القرار الرئيسيين، بما في ذلك رؤساء الاستثمار من المنطقة الناطقة باللغة الفرنسية وزيوريخ. فاقت الاستجابة للحدث توقعاتنا بالفعل — كنا نهدف إلى استقطاب 30 مشاركا والآن لدينا ما يقارب 100 مشارك، مقسمين بالتساوي بين مصر وسويسرا. لكن النجاح الحقيقي يكمن في ما يأتي بعد ذلك، متمثلا في تأمين الاستثمارات، وإبرام الاتفاقيات، وبناء جسر دائم بين السوقين. هذه البداية فحسب.نشأت دائرة الأعمال المصرية السويسرية نتيجة لعملي في مصر على مر السنين. عملت في مجال تطوير الأعمال للشركات الناشئة، ومثلت مواطنين سويسريين في مصر، وشغلت عضوية مجلس إدارة غرفة التجارة السويسرية بالقاهرة لمدة خمس سنوات. عندما انضممت إليها قبل جائحة كوفيد مباشرة، كان علي إعادة التفكير في كل شيء. فبدلا من أن نكون مجرد غرفة تجارية أخرى، أردنا تجسيد سويسرا نفسها: صغيرة ودقيقة وفعالة للغاية.مصر وسويسرا لديهما تشابه اقتصادي مدهش — إذ يعتمد كلاهما على الشركات الصغيرة والمتوسطة العائلية إلى جانب الشركات الكبرى. لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية الحقيقية، كنا بحاجة إلى شبكة سويسرية قوية. وهنا يأتي دور دائرة الأعمال المصرية السويسرية التي تعمل كجسر للشركات في كلا البلدين. لم يكن بناء هذا الجسر سهلا، لكننا حصلنا على دعم هائل من السفارة المصرية في سويسرا والمكتب التجاري المصري في جنيف. يعد حدث "لنبتكر معا" مجرد بداية. في وقت لاحق من هذا الشهر، سنعمل على إطلاق تجريبي في السفارة المصرية في برن. نحن نتحرك بسرعة ولكن صوب هدف محدد — لا يتعلق الأمر بالجهد المبذول، بل بالتأثير الحقيقي.ربط الأعمال المصرية بسويسرا ليس بالأمر السهل. سويسرا تضم مناطق ناطقة بالفرنسية والألمانية والإيطالية، ويميل الناس إلى البقاء ضمن شبكة معارفهم. ونحن نعمل على سد هذه الفجوات من خلال جمع المناطق المختلفة تحت شبكة أعمال قوية واحدة. لكن الأمر يتطلب بذل الجهد — إذ يتعين علينا البحث عن كل عضو على حدة. وإذا كان أي شخص يقرأ هذا ويعرف مصريا في سويسرا أو هو مصري، فسوف يسعدنا أن ينضم إلينا.احتفلت سويسرا ومصر مؤخرا بمرور 90 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين. لعبت سويسرا دورا مهما في اقتصاد مصر منذ أوائل القرن العشرين، من إرسال المهندسين المعماريين إلى تشكيل الصناعة النسجية. وحتى اليوم، تتمتع شركات سويسرية كبرى مثل "أيه بي بي" و"نستله" و"لافارج" و"نوفارتس" بتواجد قوي في مصر. لكن الاستثمار طريق ذو اتجاهين — لدى مصر الكثير لتقدمه، ولهذا السبب ننظم هذا الحدث. أعتقد حقا أن مصر تشبه جوهرة غير مكتشفة، مليئة بالإمكانات، لكن المستثمرين السويسريين يميلون إلى تجنب المخاطرة. هدفنا هو تغيير هذا السرد، لإظهار مصر الحقيقية لهم بعيدا عما تظهره العناوين الرئيسية الدولية.عند ذكر الروتين الصباحي، أشعر بالذعر — ليس لدي روتين صباحي. الروتين هو عكس ما أنا عليه. لا يوجد يومان متشابهان، وأنا أحب ذلك. ومع ذلك، أستيقظ مبكرا من أجل الهدوء — إنه وقتي للتفكير والتركيز والاستعداد لليوم. اقرأ نشرة إنتربرايز بشكل ثابت، عادة ما يكون أثناء احتساء القهوة. في النسخة المثالية من صباحي، أسير حافية القدمين على العشب، وألمس الأرض، وأحتسي القهوة في يد، وأقرأ إنتربرايز في اليد الأخرى. أعتني بحيواناتي الأليفة، وبنفسي، وعندما يتعلق الأمر بالعمل، أكون منضبطة. إذا كان لدي اجتماع، أكون هناك — من دون أعذار.كل صباح، أستيقظ بهدف مقابلة شخص جديد. إذا كان جدول أعمالي حافلا بأشخاص أعرفهم بالفعل، أشعر بالملل. ولا أريد أن أشعر بالملل — فالحياة أقصر من أن نقضيها في ذلك. لأكثر من 25 عاما، حرصت يوميا على أن تكون هناك اتصالات جديدة ووجوه جديدة ووجهات نظر مختلفة. لا يجب أن يكونوا شخصيات مهمة أو رفيعة المستوى — فقط يمكن أن يكون أي شخص لديه قصة ليشاركها. كلما تقدمت في العمر، مر الوقت بشكل أسرع، وأدركت أنه يتعين عليك أن تعيش حياتك على أكمل وجه — قبل فوات الأوان.أتحرك مدفوعة بالفرص وليس الخطط طويلة الأجل. وفي سني هذا، لا يتعلق الأمر بالتخطيط للمستقبل بقدر ما يتعلق بتقبل ما سيأتي. ولكن بمجرد إلزامي بشيء، انخرط فيه بشدة — أقول دائما، "أنا مثل الفيروس — بمجرد أن تمسك بي، فلن تتخلص مني أبدا". في الوقت الحالي، أركز على تنمية دائرة الأعمال المصرية السويسرية بطريقة قوية وذات مغزى، ورؤية إلى أين يأخذنا الزخم. شخصيا، أريد الاستمرار في بناء حياتي هنا، ومواصلة عملي الخيري، ومقابلة أشخاص جدد، والانفتاح على أي شيء يأتي بعد ذلك. هذا ما يجعل الأمور مثيرة.لا أفكر حقا في الموازنة بين العمل والحياة، فأنا أعيش حياتي لا أكثر. حياتي العملية والشخصية متداخلتان تماما لأنني أحب ما أفعله. لا أتوقف أبدا عند ساعة معينة أو أفصل العمل عن حياتي الشخصية، فكل منهما شيء واحد. والآن بعد أن كبر أطفالي، أصبحت أيامي تسير بسلاسة، ولدي المزيد من الوقت للقيام بما أستمتع به. إذا التقيت بشخص ما من خلال العمل، فإنه يصبح جزءا من حياتي، وليس مجرد اتصال. إذا كرهت ما أفعل، فإن هذا النهج سيكون مرهقا، ولكن لأنني أحب ما أفعل، يشعرني بأن الأمور تسير بصورة طبيعية.أستمتع بممارسة رياضة البيلاتس، وزراعة الحدائق، والرسم — رغم أن الرسم يبدو وكأنه وظيفة ثانية أكثر من كونه مجرد هواية. درست الفن في فلورنسا، وأنا من عائلة فنية — كان والدي أحد المهندسين المعماريين في مركز بومبيدو بباريس، وكانت والدتي معلمة فنون في متحف اللوفر. ومع هذه الجذور، وجد الفن طريقه إليّ حتما. وما زلت أواصل صقل مهاراتي مع أستاذ في كلية الفنون الجميلة بحي الزمالك.أنظم أيضا معرض "Printemps des Artistes" في مصر منذ عشر سنوات. أسسته نساء ناطقات بالفرنسية من المغرب وبلجيكا وسويسرا وفرنسا، واسمه يعني "ربيع الفنانين". هذا العام، في الخامس عشر من مايو، سننظم معرضا لـ 70 إلى 80 فنانا مصريا ونحو 500 عمل فني. يتلقى الفنانون أجرهم كاملا، وتذهب 20% من المبيعات إلى الأعمال الخيرية — هذا العام، لدعم الأطفال والشابات المشردين في القاهرة. إنها طريقتي في رد الجميل إلى مصر، البلد الذي أعطاني الكثير. إنها ليست تجربة مريحة تماما — إنها تتطلب الكثير من العمل — ولكنها تجربة مرضية للغاية.أفضل نصيحة تلقيتها على الإطلاق كانت من والدي — أبقي بسيطة، وكوني منعزلة، وأجعلي الحياة بسيطة قدر الإمكان. لا تثقلي كاهلك بالمعلومات أو الأشياء أو الأهداف غير المفيدة. كوني واضحة بشأن ماهيتك وما تريدينه. عندما كنت صغيرة في السن، كنت أعتقد أن هذا ممل، لكنني الآن أدركت مدى صحته. إنها ليست مقولة براقة من ستيف جوبز، لكنها حكمة أتمنى أن أنقلها إلى أطفالي — سواء كانوا مستعدين للاستماع أم لا.

الخميس، 20 فبراير 2025

روتيني الصباحي: إبراهيم سانيا الرئيس التنفيذي لـ "سيلفرباكس هولدنجز"
إبراهيم سانيا الرئيس التنفيذي لشركة سيلفرباكس هولدنجز: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع إبراهيم سانيا (لينكد إن) الرئيس التنفيذي لشركة سيلفرباكس هولدنجز. إليكم مقتطفات محررة من الحوار:اسمي إبراهيم سانيا. اسم "سانيا" سنغالي في الأصل، والناس في كثير من الأحيان ينطقونه خطأ "ساجنا"، ولذا أحاول تبسيط الأمر على الناس فأقول لهم: "هل تعرفون مكرونة "لازانيا"؟ هي نفس الهجاء تقريبا". وبالتأكيد تنصرف أذهان الناس إلى مكرونة "لازانيا" — ما يساعد في واقع الأمر في ألا ينسوا نطق اسمي.أنا مستثمر بحكم التخصص. ينصب تركيزي على ثلاثة قطاعات رئيسية — التكنولوجيا والرياضة والترفيه — وجميعها مجالات لا تزال تعاني من نقص الخدمات في أفريقيا والشرق الأوسط. أعتقد أن هذه القطاعات لديها القدرة على إعادة تعريف مكانة المنطقة على مستوى عالمي.تنقسم وظيفتي في منصب الرئيس التنفيذي على المستوى العملي إلى ثلاثة أشياء — تحقيق الانسجام بين الإدارة ورؤية مجلس الإدارة، والمحافظة على علاقات قوية مع المستثمرين، وتطوير الاستراتيجية طويلة الأجل للشركة. ويتعلق دوري في جوهره بأن أكون من بناة الأحلام — إذ أستخدم عقودا من الخبرة في مجال الاستثمار لمساعدة المؤسسين في توسيع نطاق رؤيتهم لتتحول إلى شيء ذي طابع عالمي.الشركة التي أقودها تسمى "سيلفرباكس هولدنجز"، التي اشتقت اسمها من اسم كبير وقائد قطيع الغوريلا (وتعرف بالغوريلا ذي الظهر الفضي) — وهي إشارة إلى هيمنته وقيادته. نركز على تحديد الأطراف الفاعلة في الأسواق التي تعاني من نقص الخدمات ونمكنهم عن طريق رأس المال، والتعاطف والمشاركة، والسلطة. لدى فريقنا — وغالبية أعضائه مدربون على المستوى المالي — خبرات عميقة في إدارة المال ورأس المال، وفي الوقت ذاته تسمح لنا الخبرات التي نتمتع بها على صعيد الإعلام والترفيه بأن نفهم قبل أي شيء حكاية المؤسس ثم نبرزها ونضخمها. إننا مشهورون في السوق أيضا ونجيد كسب الاحترام، وهو ما نستفيد منه لدعم الأعمال التي نساعدها.أطلقت سيلفرباكس هولدنجز برأسمالي الخاص قبل خمس سنوات، واستثمرت بضعة ملايين من الدولارات جنبا إلى جنب مع شركاء الاستثمار الذين صاروا الآن جزءا من فريقنا. ضممنا لاحقا عملاء سابقين، من ضمنهم رؤساء تنفيذيين لبنوك، وشركات تأمين، وشركات إنشاءات كبيرة، كما حظينا بدعم من رياضيين سابقين ونجوم كبار في عالم الموسيقى. هذه العلاقات القائمة منذ مدة طويلة، التي يمتد بعضها إلى 15-20 عاما، دعمتنا في الرهانات الرئيسية التي راهنت عليها الشركة خلال بداياتها.حظينا بنصيبنا من "الأحداث السعيدة" في مجال التكنولوجيا — بما في ذلك استثمار في شركة " فلاتر ويف "، والذي تخارجنا منه (جزئيا) بعد 36 شهرا بسعر أعلى 73 مرة من سعر الشراء. وقد توسعت شركة "فلاتر ويف" — وهي شركة يونيكورن سريعة النمو في أفريقيا جنوب الصحراء — بسرعة كبيرة بفضل الدعم القوي لرأس المال المغامر ومؤسس يتمتع بخبرات كبيرة في مجال المدفوعات. وبعد ذلك النجاح، انطلقنا لنعيد الكرة، أولا عبر أخذ حصة كبيرة من استثماراتنا الأولية وإعادة استثمارها. خصصنا نحو 10% للاستثمار في خطط النمو، والآن لدينا استثمارات في 9 صناديق مختلفة.ومنذ ذلك الحين، حظينا بستة أحداث أخرى — إذ نفذنا سبعة تخارجات في غضون خمس سنوات. أقل تخارج حقق لنا عائدات 1.36 ضعف استثمارنا، بينما تجاوز العائد من عمليتي تخارج 10 أضعاف المبلغ المستثمر. ومن المكاسب الملحوظة التي تحققت مؤخرا شركة أخرى في مجال التكنولوجيا المالية تدعى "موف"، والتي دعمناها عندما كان تقييمها عند 65 مليون دولار. وقد تخارجنا منها جزئيا بعد فترة وجيزة من استحواذ أوبر على حصة قدرها 10% من أسهم الشركة وتقييم الشركة عند 750 مليون دولار. صحيح أننا لا نتوقع تكرار هذه العوائد إلى أجل غير مسمى، لكننا نعتقد أن لدينا استراتيجية محكمة قادرة على التفريق بين العوائد الاستثمارية المعتمدة على معامل بيتا ونظيرتها المعتمدة على معامل ألفا، إذ تأتي العوائد الاستثمارية المعتمدة على معامل بيتا من دعم مديري الصناديق الاستثمارية الناشئة التي تكون في الأساس في أفريقيا جنوب الصحراء وبعض مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.يساعدنا هذا النهج في اكتشاف ما نطلق عليها "سيلفرباك" — أي الشركات ذات القيم البارزة. نخصص 80% من رأسمالنا إلى هذه الشركات، لنضمن أننا ندعم أقوى اللاعبين في السوق، بينما نخصص النسبة المتبقية البالغة 20% لخطط النمو. الأصول التي نديرها بدأت بخمسة ملايين دولار وسجلت نموا كبيرا، مما اجتذب المستثمرين لإعادة الاستثمار، واجتذبنا مؤخرا رأس المال المؤسسي، بما في ذلك مؤسسات التمويل الإنمائي وشركات الاستثمار المباشر.نركز على أربعة قطاعات رئيسية: الرياضة، والتكنولوجيا، والترفيه، ولمسة من الموضة. تعد التكنولوجيا بمثابة العمود الفقري الذي يقود المكاسب الرأسمالية، بينما أثبت الترفيه أنه مربح للغاية من خلال دعم المنتجين الذين يبيعون لمنصات مثل نتفليكس وأمازون. إن مكانتنا في مجال الترفيه هي سرد القصص عبر الثقافات، واستهداف الأسواق الضخمة غير المستكشفة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك مسلسل "Post Cards"، وهو قصة حب نيجيرية هندية كان لها صدى في كلتا المنطقتين. فقصص الحب، سواء كانت مؤطرة حول الثقافة أو الدين أو الجغرافيا، هي قصص خالدة لا يمكن أن تندثر، كما أن تأمين صفقات التوزيع بالعملات الأجنبية يوفر تحوطا قويا ضد مخاطر العملات الأجنبية في أسواق مثل مصر ونيجيريا وتركيا.الرياضة، التي غالبا ما يجري تجاهلها كفئة أصول، تحظى في الواقع بمكانة متميزة ضمن فئات الترفيه. وهذا الأمر صحيح بشكل خاص في المباريات الأمريكية، إذ تدر حقوق البث البالغة قيمتها مليارات الدولارات عائدات مضمونة وطويلة الأجل. وتباع هذه الحقوق مسبقا لمدة تصل إلى 11 عاما، مما يخلق تدفقا نقديا يمكن التنبؤ به. وتتوسع الدوريات الكبرى مثل دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (إن بي أيه) والدوري الأمريكي لكرة القدم في قارة أفريقيا، جالبة معها استثمارات مؤسسية وأموال رعاية. وإدراكا منا لهذا الأمر، شاركنا في تأسيس فريق كرة سلة جنوب أفريقي أصبح بطلا وطنيا، مستفيدين من رؤيتنا المبكرة في استراتيجية توسع الدوري الأمريكي لكرة السلة.نرى أن الرياضة هي الترياق المضاد للتأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي. سيهيمن المحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي على الشاشات، تماما كما تفوقت الأغذية المصنعة على الأنظمة الغذائية الطبيعية. وتماما كصعود الأغذية العضوية، ستصبح التجارب الحية — مثل الرياضة والحفلات الموسيقية والمسرح — البديل "العضوي" للإشباع الرقمي. سيرتفع الطلب على التواصل الحقيقي والشخصي، وسترتفع أسعار الفعاليات الحية مثل السلع الممتازة. وهذا هو السبب في أننا نضاعف من اهتمامنا بالرياضة والترفيه — وهي صناعات تجمع المجتمعات بطرق لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفعلها.بخلاف الرياضة، أنشأنا نظاما تغذي من خلاله الاستثمارات التقنية والترفيهية والإعلامية بعضها البعض. يقوم مؤسسو محفظتنا بالاستثمارات المتقاطعة — إذ ترعى شركات التكنولوجيا فرقنا الرياضية، بينما تدعم شركات أخرى مشاريعنا الترفيهية. من خلال البودكاست الخاص بنا الذي يحظى بـ 3 ملايين مشاهدة على يوتيوب، يجري تضخيم هذه المشاريع من خلال توفير منصة إعلامية للرؤساء التنفيذيين والمؤسسين. وقد استثمرنا أيضا في منصات إعلامية مثل "أماكا"، التي بدأت كشبكة منشئي محتوى تركز على المرأة وتقوم الآن بتضخيم المحتوى لقاعدة عريضة من المبدعين. وبالإضافة إلى ذلك، نعمل مع امتيازات فوربس المحلية بلغات متعددة لضمان حصول شركات محفظتنا على رؤية في الأسواق الرئيسية.مستقبل الأعمال لا يُكتب بالضرورة في الغرب — بل يعاد تشكيله من قبل مناطق كالخليج، حيث تستثمر السعودية والإمارات وقطر مليارات الدولارات في الرياضة والإعلام والترفيه. ستشهد السنوات الـ 30 المقبلة تضاعف مراكز القوة، والمفتاح هو امتلاك شركات يمكنها الاستفادة من تدفقات الإيرادات المتكررة هذه.واليوم، يقوم المهاجرون بتأسيس الأعمال لصالح المغتربين — سواء داخل بلدانهم التي تبنوها أو في بلدانهم الأصلية. هذه المساحة غير مستغلة إلى حد كبير، ولكنها تنطوي على إمكانات هائلة. نحن ندعم المؤسسين الذين يرون هذه الثغرات، سواء كان مصمم أحذية يباع منتجه الآن في برودواي أو رائد أعمال في مجال التجميل يلبي احتياجات الأسواق المحرومة في سيفورا. لا تحتاج هذه الشركات إلى مستثمرين مسيطرين؛ بل تحتاج إلى شركاء يجلبون الخبرة المالية والإدارة والسلطة — ثم نتراجع ونتركهم يفعلون ما يبرعون فيه.يتمحور روتيني الصباحي حول المواءمة بين يومي واهتماماتي. أستيقظ حوالي الساعة الخامسة أو الخامسة والنصف صباحا، وبعد صلاة الصبح، أبدأ يومي بالقهوة — والتي دائما ما تكون ممزوجة بالزبدة، وهي عادة اكتسبتها منذ بضع سنوات تعزز الطاقة وتحد من الجوع — ثم أتوجه إلى التمرين. عندما أكون في القاهرة، أتدرب في صالة الألعاب "إف 45"، والتي تقدم لي مزيجا مكثفا من رفع الأثقال وتمارين الكارديو، وهو ما يتناسب تماما مع جدولي الزمني لأنه لا يستغرق أكثر من 45 دقيقة. وفي الأيام التي لا أذهب فيها، اتوجه إلى صالة جولدز جيم للتمرين على الدراجات ورفع الأثقال. وطوال الوقت، أستمع دائما إلى بودكاست، وأستفيد من هذا الوقت بتعلم شيء جديد.البودكاست كان نقطة تحول بالنسبة لي. كنت أقرأ كثيرا، ولكن مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، تتطلب القراءة الطويلة فترات راحة. من ناحية أخرى، يسمح البودكاست بالتعلم المستمر. أقسم فترات استماعي إلى ثلاثة مجالات: الاستثمار والفلسفة والصحة. فيما يتعلق بالاستثمار، فإن راي داليو وروبرت سميث هما المفضلين لدي، كما استمع بانتظام إلى "مخصصو رأس المال" و"20 رأس مال مخاطر"، و"استثمر على النحو الأفضل" للحصول على رؤى من كبار المستثمرين. أما بالنسبة للفلسفة، فإن الكتاب الصوتي لنافال رافيكانت لا بد منه — لقد كانت وجهة نظره حول الثروة والسعادة والسلام بمثابة نقطة تحول بالنسبة لي. فيما يتعلق بالصحة، فإن البودكاست التي يشارك فيها بيتر عطية تفتح الآفاق لدي، و"يوميات مدير تنفيذي" ينتج محتوى جيد في الآونة الأخيرة.أحافظ على تركيزي من خلال التصفية المستمرة — معرفة ما لا يجب القيام به، والمعاملات التي يجب تجنبها، والفرص التي لا تستحق الوقت المبذول من أجلها. ولكي أحافظ على تنظيم وقتي، أحطت نفسي بأشخاص على درجة عالية من الحدس والتنظيم، ومعظمهم من النساء. أعتقد أن الحدس هو أكثر القدرات البشرية موثوقية — فهو يزداد حدة مع مرور الوقت، على عكس القوة البدنية أو الذكاء. ومع ذلك، غالبا ما يتكيف الرجال على قمعها.

الخميس، 13 فبراير 2025

روتيني الصباحي: بدير رزق الرئيس التنفيذي لشركة باراجون للتطوير العقاري
بدير رزق الرئيس التنفيذي لشركة باراجون للتطوير العقاري: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع بدير رزق (لينكد إن) الرئيس التنفيذي لشركة باراجون للتطوير العقاري. إليكم مقتطفات محررة من الحوار:اسمي بدير رزق، وأنا الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة باراجون للتطوير العقاري. أعمل في القطاع العقاري، لكن تركيزي ينصب على جعله أكثر إثارة للاهتمام ومتحورا حول الإنسان. نشيد في باراجون للتطوير العقاري منظومة بيئية تميل بدرجة أكبر إلى أن تكون تجديدية — أي تجعل أولويتها الابتكار والمجتمع والأثر الاقتصادي طويل الأمد. يتمثل هدفنا في خلق قيمة، لا من أجل السوق المحلية فحسب، بل من أجل المنطقة على النطاق الأوسع.أركز على ما نطلق عليه القيادة الخدمية — من خلال تيسير العمل الخاص بفريقنا الإداري والتأكد من أنهم يحظون بكامل الدعم الذي يحتاجون إليه لتحقيق أهدافهم. ينطوي جانب كبير من عملي على العمل عبر مختلف اللجان الداخلية، وفي الوقت ذاته قيادة نمو الأعمال وتحديد الفرص الجديدة. وفي الوقت نفسه، أدير العلاقات مع مجلس الإدارة الخاص بشركتنا والمستثمرين فيها، وأعمل على تحقيق التوازن بين المسؤوليات الداخلية والخارجية. ينقسم عملي إلى ثلاثة جوانب رئيسية: العلاقات بين المستثمرين ومجلس الإدارة، وتوسع الأعمال، وتبني ثقافة قوية في الشركة تساعد أعضاء فريقنا في تحقيق أهدافهم.باراجون للتطوير العقاري تعيد النظر فيما ينبغي أن يبدو عليه مكان العمل. يتجاوز نهج الشركة مجرد بناء المكاتب — يل يتعلق بخلق بيئات تساعد الأشخاص في العمل بطريقة أفضل والنمو في إطار روتينهم اليومي. يبدأ هذا بالبنية التحتية: أي المباني المصممة بأفضل الطرق التي تسمح بتحقيق أقصى قدر من دخول الإضاءة الطبيعية، وإعطاء أولوية للارتياح الحراري — أي الشعور بالرضا عن ظروف التدفئة والتبريد في المكان — ودمج المكونات التكنولوجية المتقدمة لتحسين الكفاءة. تحمل هذه العناصر أهمية لجعل أماكن العمل عملية بدرجة أكبر وباعثة على الإنتاج.لكن البنية التحتية وحدها لا تكفي. تنظر باراجون إلى أماكن العمل بوصفها جزءا من منظومة بيئية أكبر، تتجاوز المكاتب وغرف الاجتماعات. فالشركة تجعل المجتمعات الخاصة بصناعات بعينها جزءا لا يتجزأ من مشروعاتها — إذ تدخل في شراكات مع مسرعات أعمال ومقدمي خدمات المنظومات البيئية، وتخلق مساحات من أجل الفنون والثقافة، وتدمج منشآت الرفاهية واللياقة البدنية لتبني بيئة عمل أكثر ديناميكية وترابطا. يتمثل الهدف في خلق مساحات لا يقتصر ما تقدمه على خدمة الشركات، بل وأيضا دعم الأشخاص والصناعات المنضوية تحتها، ما يجعل بيئات العمل أكثر ترابطا وتشاركية وديناميكية.تأسست الشركة لمعالجة فجوة موجودة في سوق العقارات: ففي حين أن بناء المساحات المكتبية يركز على التصميمات الخارجية المثيرة للإعجاب، فإن الجوانب الوظيفية للمساحات الداخلية تحظى بالقليل من الاهتمام. إذ إن كثيرا من المكاتب تبدو عصرية من الخارج، لكنها في الوقت ذاته تفتقر إلى التصميم المدروس الذي يوفر الدعم للأشخاص الذين يعملون داخله. تطلق باراجون العنان لتغيير هذا النهج عن طريق منح الأولوية إلى مساحات العمل التي تراعي المستخدم وتتمحور حوله، والتي تركز على كيفية تفاعل الأشخاص مع بيئتهم بدلا من التركيز على الهيكل الخارجي.ثمة جانب رئيسي آخر بالنسبة لباراجون يتمثل في الاستدامة وتكنولوجيا البناء الذكي. فعندما بدأت الشركة في 2019، كانت هذه المبادئ تكتسب زخما على المستوى العالمي، لكن السوق المحلية لم تكن آنذاك قد تبنتها بالشكل الكامل. ولما ارتأت باراجون الحاجة إلى مساحات مكتبية أكثر دمجا للتكنولوجيا وكفاءة في استهلاك الطاقة، سعت الشركة لإدخال تطويرات ذكية ومستدامة بدرجة أكبر، وقادرة على مواكبة اتجاهات الصناعة الآخذة في التطور.أستيقظ عادة بين السادسة والسابعة صباحا بفضل ابنتي الصغيرتين — اللتين تبلغ إحداهما ثلاثة أعوام والأخرى عامين. الصباح يجب أن يبدأ بالأسرة، أحرص دائما على قضاء وقت جيد مع أسرتي قبل التوجه إلى العمل. في معظم الأيام، يعني ذلك اصطحابهم لتناول قهوتي في السابعة والنصف صباحا.وبعد ذلك، أمارس التمارين الرياضية بسرعة أو أتوجه إلى المكتب مباشرة. يبدأ يوم العمل باستعراض هيكلي للمهام، وتحديد الأولويات لليوم الذي أنا بصدد الانطلاق في ساعاته. وبدءا من الحادية عشرة صباحا وحتى الخامسة مساء، يكون جدولي ممتلئا بالاجتماعات، وبعد ذلك أستغل وقت الأصيل لاستكمال المهام المتبقية وتنظيمها قبل إنهاء العمل في السابعة مساء.أحافظ على تركيزي وأن أبقى منظما من خلال تدوين كل شيء — على الورق وعلى الجدران، والآن، أخيرا، على الآيباد، والذي بدأت استخدامه بشكل صحيح في عام 2024. تساعدني الكتابة على معالجة المعلومات وتنظيم أفكاري. قبل بضع سنوات، بدأنا استخدام نموذج مستند جوجل لكل اجتماع للشركة، وقمت بتدوين الملاحظات بنفسي خلال أول عامين للبقاء منخرطا في العمل. الآن، أصبحت عادة على مستوى الشركة — كل اجتماع له مستند مشترك يتضمن خطوات العمل والنقاط الرئيسية للحفاظ على هيكل وإنتاجية المناقشات.الاستيقاظ مبكرا مفتاح آخر للحفاظ على التركيز. الساعات القليلة الأولى من الصباح — قبل بدء يوم العمل رسميا — تعد من أكثر الساعات إنتاجية بالنسبة لي. لقد اعتدت دوما على الاستيقاظ مبكرا، حتى قبل أن أنجب أطفالي، ولكنني الآن أستيقظ قبل المنبه، الذي أضبطه على الساعة 6:30 صباحا ولكن نادرا ما تكون هناك حاجة إليه.يتحول القطاع العقاري نحو المشروعات متعددة الاستخدامات التي تطمس الخطوط الفاصلة بين العمل والترفيه والمعيشة. يستبدل النموذج التقليدي — حيث تكون المكاتب ومراكز التسوق والمناطق السكنية منفصلة عن بعضها — ببيئات متكاملة تلبي أنماط الحياة المتغيرة. مع استمرار أنماط العمل الهجينة و"عن بعد"، يتزايد الطلب على المساحات التي توفر قدرا أكبر من المرونة والراحة، الأمر الذي يزيل الفصل الصارم بين الحياة المهنية والشخصية.وفي الوقت نفسه، أصبح الذكاء الاصطناعي قوة محورية في تصميم العقارات وأماكن العمل. ويتمثل الاتجاه الرئيسي الثالث في التركيز المتزايد على الاستدامة وتكنولوجيا العقارات. إذ يدمج المطورون مواد البناء المستدامة، بما في ذلك المكونات المطبوعة ثلاثية الأبعاد والمواد المعاد تدويرها، في حين تعمل التكنولوجيا على تحسين إدارة العقارات وإمكانية الوصول إليها.على المستوى الشخصي، أركز على أمرين — قضاء وقت ممتع مع عائلتي وبناء حياة اجتماعية خارج العمل. أريد أن أكون موجودا لأشهد التجارب الأولى لأطفالي — سواء كانت أول تساقط للثلوج أو أول مرة يرون فيها المطر. إن خلق تلك اللحظات أولوية بالنسبة لي. وفي الوقت نفسه، أحاول تجنب فخ الإدارة الشائع المتمثل في جعل العمل هو حياتي الاجتماعية بأكملها. ولمواجهة ذلك، أنظم عشاء شهريا، وأحجز طاولة لعشرة أشخاص وأدعو خليطا من الناس — بعضهم أعرفهم جيدا، والبعض الآخر أقابلهم للمرة الأولى. إنها طريقة للحفاظ على الروابط وخلق مساحة لمحادثات جديدة خارج العمل.على المستوى المهني، نركز على بناء شركة تعمل وفقا للمعايير العالمية مع الحفاظ على جذورها العميقة في المنطقة. هدفنا هو أن نكون روادا في التنمية المتجددة، وأن نخلق أماكن عمل تضيف قيمة طويلة الأجل. إذا كنت شركة عالمية تتطلع إلى التوسع في الشرق الأوسط، نريد أن تكون باراجون هي أول ما تتصل به.التوازن بين العمل والحياة ليس دائما مستداما — إنه يتعلق بالموازنة المستمرة أكثر من الفصل الصارم، خاصة مع التكنولوجيا التي تبقينا على اتصال على مدار الساعة. بدلا من محاولة تقسيم العمل والحياة الشخصية، نركز على دمج العمل والحياة، وتصميم مساحات تجعل من السهل إدارة كليهما. ومن الأمثلة على ذلك دمج الحضانات في مباني المكاتب، مما يسمح للآباء بإحضار أطفالهم إلى العمل، وإيصالهم، والاطمئنان عليهم أثناء النهار. في بعض الأيام يكون للعمل أولوية، وفي أيام أخرى تكون للحياة الأولوية، لكن الهدف هو خلق بيئات لا يتعين فيها على الناس الاختيار بين الاثنين.كانت أفضل نصيحة تلقيتها على الإطلاق في عام 2014 عندما كنت أعمل في مجال الاستشارات المتعلقة بعمليات الدمج والاستحواذ في شركة كي بي إم جي فرانكفورت. نصحني أحد الشركاء في الشركة، والذي كان يحبني وكان يقصد الخير، بقص شعري لأنه يجعل شكلي مختلفا للغاية عن الآخرين في بيئة مؤسسية تقدر الهيئات الرسمية. في البداية، شعرت بالإحباط، لكنني فهمت وجهة نظره. ولكن مع مرور الوقت، أصبحت أرى الأمر على نحو مختلف، فبدلا من التقليل من أهمية ما يجعلك مختلفا، يجب أن تستغله. فما يميزك هو ما يجعلك ذو قيمة.

الخميس، 6 فبراير 2025

روتيني الصباحي: كورتني بيلي مدير المدرسة الإعدادية في كايرو أميركان كوليدج
كورتني بيلي مدير المدرسة الإعدادية في كايرو أميركان كوليدج: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع مدير المدرسة الإعدادية في كايرو أميركان كوليدج (CAC) كورتني بيلي (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من الحوار:اسمي كورتني بيلي، وأنا مدير المدرسة الإعدادية في كايرو أميركان كوليدج. أنا معلم من أبناء الثقافة الثالثة، فقد عشت في الخارج لمدة 32 عاما. مصر هي البلد الذي عشت فيه أطول مدة، بلغت قرابة 13 عاما.قبل القدوم إلى القاهرة، مارست مهنة التدريس في بكين وكمبوديا وتنزانيا وأبو ظبي ودبي وساحل العاج وزائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليا)، حيث بدأت مسيرتي المهنية في التدريس الدولي. اقتصرت فترة إقامتي في زائير على ثلاثة أشهر بسبب الإجلاء، لكن التجربة عززت رغبتي في التدريس على المستوى الدولي.أما مسيرتي المهنية في التدريس في العموم، فقد بدأت في تورنتو، حيث مارست مهنة التدريس هناك لمدة عامين. في البداية، كنت أرغب في أن أصير رياضيا محترفا، ولكن بعد مدة وجيزة أدركت أن شغفي يكمن في العمل مع الأطفال. فقد ولدت في جامايكا ونشأت في تورنتو منذ أن كان عمري 12 عاما، لذا لطالما انجذبت إلى التعليم.انتقلت من التدريس في الفصول الدراسية إلى المواقع القيادية في كمبوديا، حيث بدأت العمل كمدير رياضي. كنت أحب تنظيم الأنشطة وخلق الفرص للأطفال للاستمتاع. ومن خلال تشجيع الموجهين، سعيت للحصول على منصب مساعد المدير، وهو ما قادني إلى القاهرة.لطالما رغبت في القيادة، ووجدت شغفي في المدرسة الإعدادية. يمر طلاب المدرسة الإعدادية بمرحلة حرجة من النمو، وهي نقطة تحول يمكننا من خلالها تشكيل قيمهم وروتينهم وشخصياتهم بشكل عميق. ولهذا السبب أحب ما أفعله.أستيقظ في الخامسة صباحا على مدار أيام الأسبوع. وأمنح نفسي ساعة إضافية من النوم في عطلات نهاية الأسبوع وهو الوقت الذي أخرج فيه للعب الجولف. يبدأ صباحي بالتأمل الذهني، سواء كان ذلك باليوجا أو تمارين الرشاقة وتحسين نطاق الحركة، ثم أتناول الماء الدافئ وقليل من الماء المالح لبدء يومي. أصل إلى المكتب بحلول السادسة والنصف أو السابعة إلا الربع صباحا، وأستغل الوقت الهادئ قبل وصول الجميع لتسوية الأمور، والتحقق من مفكرة الأعمال اليومية والمواعيد، والاستعداد لليوم من خلال التحقق من نظافة المبنى وجاهزية كل شيء. بحلول السابعة والنصف صباحا، أكون بالخارج، وأرحب بالطلاب عند وصولهم.ينقسم يومي إلى أجزاء. أجتمع مع مستشاري ومساعدي يوم الأحد لمدة 45 دقيقة تقريبا لمراجعة ما سيحدث خلال الأسبوع. على سبيل المثال، يبدأ يوم الاثنين باجتماع على مستوى القيادات. أجتمع مع قادة الفريق في الساعة السابعة إلا الربع صباح يوم الأربعاء. بعد ذلك، أقضي بعض الوقت في الجوار مع الطلاب، وأكون حاضرا ومستعدا لاستقبال الأطفال والموظفين.المشروعات الاستراتيجية ذات المدى الطويل، تحدث غالبا بعد انتهاء ساعات العمل. تنتهي المدرسة في الساعة 3:05 عصرا، لكنني في المعتاد أرد على رسائل البريد الإلكتروني، والتقي المعلمين، وأتولى المهام الفورية حتى الساعة 4:45 مساء أو 5 مساء. بعد ذلك، أتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية لممارسة التمارين الرياضية لمدة 45 دقيقة قبل العودة إلى المنزل.في المساء، أفكر في الأولويات ذات الطابع الاستراتيجي، مثل العروض التقديمية المرتقبة، أو التخطيط على المدى الطويل، وأدون في الغالب ملاحظات لمتابعتها في اليوم التالي. أتجنب التواصل مع أعضاء هيئة التدريس بعد ساعات العمل احتراما لوقتهم.الشيء الثابت الوحيد في يومي هو الطلاب. فالطلاب يعرفون دائما أين يجدونني. فأنا أكون عند البوابة في الساعة السابعة والنصف صباحا لاستقبالهم، وأشرف عليهم في الملعب أو في صالة الألعاب الرياضية من الساعة 11:05 صباحا إلى الساعة 11:40 صباحا.أعتمد على شبكة من الزملاء الموثوق بهم في اتخاذ القرارات. وأتبادل الأفكار مع أفراد ذوي تفكير مماثل، وليس بالضرورة مع الإداريين لأن وجهات النظر المتنوعة تساعد في تحسين نهجي.تكمن روعة هذه المدرسة في التنوع الكبير الذي يحيط بي. وعند التوظيف، أعطي الأولوية للتنوع، وأسعى إلى تشكيل فريق يعكس هيئة طلابنا ويشاركنا قيمنا. وأحتاج إلى التأكد من أن الأطفال يمكنهم رؤية انعكاس تنوعهم في الشخص الذي أضعه أمامهم. ولهذا السبب أحاول التعرف على الشخص نفسه بدلا من مجرد ما هو مكتوب على الورق.إن غرس القيم يمثل ركنا أساسيا من أركان قيادتي. الأهداف ضرورية، لكن القيم توفر الأساس الذي نستند إليه فيما ينبغي القيام به. ويعود ذلك إلى كوني رياضيا. فمن الأشياء التي تعلمتها أنك بحاجة إلى تحديد هدفا لنفسك، لكنني أدركت أنك لا تستطيع الوصول إلى حيث تريد بمجرد تحديد الأهداف. يجب أن يكون لديك قيم. والقيم توجه السلوك والقرارات للطلاب، وأنا أعود دائما إلى هذه المبادئ عند معالجة التحديات أو توجيهها.أستخدم أداة تخطيط لتنظيم يومي، وهي نفس الأداة التي يستخدمها الطلاب. يساعدني هذا في البقاء على انسجام مع جداول الطلاب ومواكبة خطواتهم وهيكلهم التنظيمي، لذا أشعر كأنني معهم. أركز من خلال الاستماع إلى الموسيقى المحيطة أو الإنشاد.أمارس اليقظة الذهنية يوميا. سواء كان هذا من خلال التركيز على التنفس أو الحضور الذهني، فهي تساعد في مواجهة آلاف الأفكار التي نعالجها يوميا. أذكر الطلاب كثيرا بأن "يتنفسوا فقط" لضبط أنفسهم.هدفي المهني القادم هو استكمال درجة الدكتوراه. أنا على وشك الانتهاء من أطروحتي، فقد انتهيت بالفعل من ثلاثة فصول، لذا فإن الأمر يتعلق فقط بتقديمها وبدء البحث. أثناء تفكيري في أن أصبح مدير مدرسة، أدركت أن شغفي يكمن في وجودي مع الطلاب. إذ إن وجودي حولهم يمنحني الطاقة، وأجد التحرر عندما أعلم أنني وصلت إلى مستوى النجاح المطلوب.ألعب الجولف في عطلات نهاية الأسبوع، وساعدت مؤخرا في إنشاء جهاز محاكاة للجولف في المدرسة. وقد انجذبت مؤخرا إلى المدونات الصوتية التي تركز على الذكاء الاصطناعي للترفيه. أحب الاستماع إلى المؤلف والراوي توماس فراي لأنني أجد أفكاره حول الذكاء الاصطناعي رائعة. حاليا، أقرأ كتاب Golf Beneath the Surface للكاتب ريموند برايور، والذي يستكشف علم النفس الخاص بالجولف، وكتاب Ego Is the Enemy للكاتب رايان هوليداي، وهو كتاب قوي عن الفلسفة الرواقية أوصى به صديق رياضي محترف.أفضل نصيحة تلقيتها على الإطلاق هي الاستمتاع بأي شيء تفعله حتى لا تشعر أنك تؤدي عملا. هذه هي العقلية التي أتبعها في دوري كل يوم، وهي ما أحاول تعليمه لطلابي.

الخميس، 30 يناير 2025

روتيني الصباحي: عمرو حسان مصطفى الرئيس التنفيذي لعيادات الواحة
عمرو حسان مصطفى الرئيس التنفيذي لعيادات الواحة: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع عمرو حسان مصطفى (لينكد إن)، الرئيس التنفيذي لعيادات الواحة. إليكم مقتطفات محررة من الحوار:اسمي عمرو حسان مصطفى، وأنا طبيب، وأستاذ مشارك في طب القلب والأوعية الدموية، واستشاري في أمراض القلب والقسطرة التداخلية، والرئيس التنفيذي لعيادات الواحة. في عام 2010، انتقلت من مسيرتي المهنية في التدريس والبحث وأعدت توجيه طاقتي نحو تأسيس عيادات الواحة مع زملائي. عيادات الواحة هي مؤسسة رعاية صحية تعمل كمنظمة تعاونية تجمع الأطباء للعمل معا كفريق متماسك. ينقسم وقتي بين العناية بالمرضى — وهو ما أقدره بشدة — وبين تعزيز رؤية ونمو أعمالنا.ساعدني العمل في بلدان متعددة في تشكيل وجهة نظري حول كيفية تقديم الرعاية الصحية وتعميق فهمي للقيود داخل نظام الرعاية الصحية الحالي لدينا. لقد أدركت أن أنظمة الرعاية الصحية — بما في ذلك التعليم العالي وشركات الأدوية ومقدمي الرعاية الصحية — متحيزة نحو علاج الأمراض بدلا من "بناء الصحة" أو الوقاية من الأمراض. في عيادات الواحة، اتخذنا نهجا أكثر شمولا يكمل أحدث المبادئ التوجيهية السريرية القائمة على الأدلة برؤى صحية وقائية حديثة تعزز الرفاهية والحيوية بشكل عام.أبدأ يومي عادة في السابعة صباحا، وأمارس كل ما يلزم من قراءة ورياضة في الساعات القليلة الأولى من الصباح. يبدأ يوم عملي متأخرا للغاية في الحادية عشر صباحا ويمكن أن يستمر حتى السابعة أو الثامنة مساء. بدءا من الساعة الحادية عشر صباحا، أكون إما في جولات على المرضى في وحدة العناية المركزة، أو أجري عمليات القسطرة، أو فحص مرضى العيادة، أو حل مشاكل العمل في مستشفى الواحة. لذا، فإن الوقت الوحيد الذي يتاح لي للقراءة وتطوير معرفتي هو في تلك الساعات القليلة في الصباح قبل بدء المكالمات الهاتف الهاتفية. أحاول أن أقضي يومين كعطلة نهاية أسبوع، لكن هذا غالبا ما ينقطع بسبب احتياجات المرضى العاجلة.أحد الأمور التي أقدرها أكثر من غيرها هو إعطاء المرضى الوقت الكافي للتعرف على تاريخهم الطبي ونمط حياتهم الشخصي بالتفصيل. فمعظم العيادات المزدحمة لا تمنح المرضى الوقت الكافي مع الأطباء الكبار، وهو أمر بالغ الأهمية. معلومة واحدة، أو جملة واحدة، قد تعيد توجيه التشخيص بالكامل. وأنا أشجع المرضى على البقاء على اطلاع دائم بالتطورات الصحية الجديدة وإدخال هذه المعرفة في نقاشاتنا العلاجية، وطرح الأسئلة، ومقارنة البيانات الموثقة جيدا. المرضى اليوم منخرطون ويرغبون حقا في فهم صحتهم والعوامل المؤثرة عليها. كما يريدون أن يكون لهم رأي في اختيار أفضل خيارات العلاج لأنفسهم. والواقع أن نموذج الرعاية الصحية التقليدي لا يلبي هذه العقلية، وهو ما يدفع التحول نحو نهج أكثر تركيزا على المريض.أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورا متزايد الأهمية في مستقبل هذا المجال. وفي رأيي، فإن أكثر قدرات الذكاء الاصطناعي التي نمتلكها اليوم فيما يتعلق بالرعاية الصحية هي التعرف على الأنماط وأدوات الإنتاجية العامة. يمكن لأدوات الإنتاجية مثل تحويل الكلام إلى نص وتوليف وتوليد النصوص أن تقلل من الوقت الذي يقضيه الأطباء والمساعدون في إدخال البيانات وكتابتها، مما يمكنهم من التركيز بشكل أكبر على رعاية المرضى. يسمح التعرف على الأنماط للذكاء الاصطناعي بتصنيف وتشخيص حالات المرضى باستخدام مدخلات مثل التصوير والعمل المخبري والأعراض. وكلما كانت المشكلة أكثر موضوعية، كلما كان الذكاء الاصطناعي أكثر فعالية في تحديد التصنيف والتشخيص الصحيحين. أظهرت دراسة حديثة تفوق الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالكشف المبكر عن سرطان الثدي على أخصائي الأشعة. لكن التشخيص القائم على الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى، وهناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به حتى يصبح فعالا وشاملا بدرجة كافية. لا يزال الكثير من الطب اليوم يعتمد على الاتصال المباشر بين الطبيب والمريض والتواصل التفاعلي لاستخراج أفضل المدخلات اللازمة للتشخيص السليم. بعيدا عن التشخيص، عندما يتعلق الأمر بمرحلة العلاج، فإن الطب اليوم ليس عبارة عن تسلسل مقنن صارم من الخطوات. إنه يتطلب نهجا إنسانيا للغاية. في عيادات الواحة، نحن لا نقتصر على تقديم الرعاية الصحية التقليدية (ما بعد المرض)، بل نسعى لتقديم رعاية صحية استباقية. ما أقصده أننا لا نعالج المرضى فقط عندما يصابون بالمشاكل؛ بل نعمل أيضا على معالجة الأسباب الجذرية للأمراض، وتعزيز الصحة، والوقاية من الأمراض. ننظر إلى جسم الإنسان على أنه منظومة معقدة تضم أنظمة مختلفة تعمل معا، ونعالج الجسم بناء على هذا المفهوم. "أنا لا أحبذ أن يشار إلى هذا النوع من العلاج بأنه طب بديل". الطب البديل، مثل الطب الصيني والطب اليوناني والطب الهندي (الأيورفيدا)، ينظر أيضا إلى جسم الإنسان كنظام واحد مترابط. أعتقد أنه ينبغي تقديم هذه الأساليب للمرضى على أنها مكملة للطب التقليدي، وليست بديلة عنه.عندما أرغب في الاسترخاء، أفضل الاستماع إلى الموسيقى وقراءة مؤلفات لا علاقة لها بالطب أو العلوم أو الأعمال. غالبا ما أستمع إلى الموسيقى التي نشأت عليها لأنها تعيد إليّ ذكريات عدم الاضطرار إلى التفكير أو القلق بشأن الكثير، وغالبا ما تكون موسيقى الروك في السبعينيات أو بعض مقطوعات البيانو التي يسهل الاستماع إليها. أفضل ثلاث أغانٍ في قائمتي لفرقة Guns N' Roses وLed Zeppelin وThe Eagles.في الوقت الحالي، أقرأ كتابا بعنوان "Deep Medicine" لإريك توبول، وهو كاتب له إسهامات كبيرة في تطوير طب القلب والأوعية الدموية، وقد صدر له مؤخرا كتابا عن فلسفة كيفية دمج التكنولوجيا والطب وسياسة الرعاية الصحية — وهو يعود إلى موضوع العلاقة بين الطبيب والمريض. أوصي بمطالعة هذا الكتاب بالتأكيد، فهو ليس قاصرا على الأطباء.أفضل نصيحة تلقيتها (وأود مشاركتها مع الآخرين) كانت من أحد أمثال "الأيورفيدا"، وهي: "عندما يكون النظام الغذائي خاطئا، لا فائدة من الدواء. وعندما يكون النظام الغذائي صحيحا، لا حاجة للدواء".

الخميس، 23 يناير 2025

روتيني الصباحي: أحمد ناصف الرئيس التنفيذي للعمليات في "دوباي"
أحمد ناصف الرئيس التنفيذي للعمليات في "دوباي": روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة التكنولوجيا المالية " دوباي " أحمد ناصف (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من الحوار:اسمي أحمد ناصف، وأنا الرئيس التنفيذي للعمليات في دوباي، وهي شركة تكنولوجيا مالية تعمل على تعزيز الشمول المالي في الأسواق الناشئة. أنا شغوف بتأسيس الشركات التي تحدث تأثيرا حقيقيا. في دوباي، نرى أن مهمتنا تتمثل في دمج الموظفين الذين لا يمتلكون حسابات مصرفية في القطاع المصرفي، مع حل مشاكل الرواتب للشركات.بصفتي الرئيس التنفيذي للعمليات، أشرف على العمليات وتنفيذ الاستراتيجية وتوسيع نطاق الأعمال. يتمحور دوري حول تسهيل الحلول وبناء عمليات قابلة للتطوير وضمان التوافق بين الفرق. في البيئات مرتفعة النمو، تتمثل مسؤوليتي في معالجة كل ما يجب القيام به. يتمثل دوري الرئيسي في تيسير ومساعدة الأفراد والشركات على حل المشكلات، مع بناء عمليات قابلة للتطوير وضمان التوافق بين الفرق.يوجد في مصر ملايين من الأفراد لا يمتلكون حسابات بنكية، وإقناعهم بتبني الأدوات المالية أمر صعب. تسهل دوباي على الشركات دفع أجور الموظفين من خلال منصتنا، ما يزيل أوجه القصور والتكاليف والمخاطر المرتبطة بالمدفوعات النقدية. من خلال منصتنا، يمكن للشركات أن تدفع رواتب موظفيها بشكل فوري وآمن عن طريق بطاقات دوباي — حتى في أيام العطلات.نختبر حاليا خدمة "إيرلي باي"، وهي منتج يتيح للموظفين تلقي رواتبهم قبل موعد صرفها المحدد. المنتج الجديد قد يغير قواعد اللعبة، لا سيما خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة، إذ يتيح للعملاء السيولة المالية التي يحتاجون إليها، ويجنبهم اللجوء إلى القروض ذات الفوائد المرتفعة.يبدأ يومي مبكرا جدا — أستيقظ بحلول الساعة السادسة أو السادسة والنصف صباحا. أول مهمة هي إطعام قطتي لضمان بداية هادئة للصباح. ثم أعد قهوتي مع التركيز على حبوب البن عالية الجودة من "شاهين". بعد قهوتي، أتحقق من رسائلي على تطبيق سلاك، وأقرأ إنتربرايز على هاتفي، وأطلع على الأخبار العالمية عبر نيويورك تايمز قبل التوجه إلى العمل، والذي عادة ما يستغرق 15 دقيقة بالسيارة.لا يوجد يومان متشابهان. يتضمن جدول أعمالي مزيجا من الاجتماعات الداخلية والخارجية، مع تخصيص وقت للتخطيط والاستراتيجية في المساء أو خلال عطلات نهاية الأسبوع. بين الاجتماعات، أتابع رسائل البريد الإلكتروني، وأعالج مخاوف الفريق، وأعمل على حل المشاكل. أعقد اجتماعات فردية أسبوعية لمراجعة تقدم الفريق والأهداف الفصلية.بالنسبة لي، أعتبر الضحك أمرا ثابتا في يومي — وأنا آخذه على محمل الجد. يجب أن يكون العمل ممتعا ليكون منتجا وهادفا حقا. أنا شخصيا أعاني عندما لا أستمتع بما أقوم به، وأحاول أن أحرص على أن يشعر فريقي بنفس الشعور بالمتعة والهدف.خلق بيئة إيجابية وممتعة يجعل من السهل أيضا التعامل مع ضغوط الأعمال سريعة النمو. تعد المواعيد النهائية وساعات العمل الإضافية والمشروعات الصعبة جزءا من عملنا، لكن عندما تعمل مع أشخاص طيبين وتستمتع بوقتك على طول الطريق فمن الأسهل أن تظل متحمسا وتبذل الجهد الإضافي اللازم لتحقيق النجاح.مهمتنا ليست مجرد شيء معلق على الحائط ننساه، بل إنها تعد الدافع الرئيسي لكل ما نقوم به. في دوباي، تتمثل مهمتنا في تمكين الأشخاص من الوصول إلى الخدمات المصرفية، ما يمكنهم من التخطيط لبناء حياة أفضل لأنفسهم ولأسرهم. سواء كنا نناقش منتجا جديدا أو استراتيجيات التسعير أو التحديات اللوجستية مثل تسليم بطاقات الرواتب في الوقت المحدد، فإن المهمة تجبرنا على طرح الأسئلة الصحيحة: كيف يؤثر هذا على الموظفين؟ ما الذي يمكننا فعله لجعل هذا مفيدا للشركات مع الحفاظ على هدفنا؟على المستوى الشخصي، أحاول التركيز على القيام بمزيد من الأعمال التي أستمتع بها — خاصة الأعمال الهادفة. أنا ممتن لإتاحة الفرصة لي للقيام بعمل يحدث فرقا حقيقيا. نعمل في دوباي على حل المشكلات من خلال منتج يساعد الناس حقا. بالنظر إلى المستقبل، أنا حريص على الوصول إلى مزيد من الموظفين والشركات خاصة في مصر. أرى إمكانات هائلة هنا، وبينما قد يتطلع البعض إلى التوسع خارج البلاد بسرعة، فإننا ملتزمون باستغلال الفرص المتاحة أمامنا.التوازن بين العمل والحياة الشخصية أمر بالغ الأهمية، لكنه يختلف بين شخص وآخر. أنا أستمتع حقا بعملي وأجده مفيدا، لكني أدرك أيضا أن الآخرين قد يكون لديهم مسؤوليات وأولويات مختلفة. بعض الأشخاص لديهم عائلات وأطفال والتزامات أخرى تتطلب الاهتمام، وينبغي أن يظل ذلك ضمن أولوياتهم دائما. يتعلق الأمر باحترام الخيارات الفردية مع التحلي بالوضوح والمرونة في التوقعات. بدلا من فرض جداول زمنية صارمة أو القلق بشأن المظاهر، يجب أن ينصب التركيز على النتائج.بعيدا عن العمل، أجد أن مجرد تغيير موقعي يمكن أن يساعدني على الاسترخاء، حتى إذا كنت لا أزال أعمل. أنا أستمتع بشكل خاص بالتواجد بالقرب من الشاطئ أو الماء — يمنحني ذلك الشعور بالراحة والإنتاجية في الوقت نفسه. أحب السفر، وأحرص على تخصيص وقت للعمل والاسترخاء على حد سواء.يشغل عملي الكثير من وقتي، لذا لا أقرأ بقدر ما أريد. أميل إلى مشاهدة الأفلام والمسلسلات القديمة التي شاهدتها بالفعل مرات عدة. على سبيل المثال، شاهدت مسلسل " Mad Men " أربع مرات على الأقل.هناك نصيحة ظلت عالقة في ذهني منذ بداية مسيرتي المهنية، والتي تلقيتها في ورشة عمل حول كتاب "العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية". تؤكد إحدى العادات أهمية التركيز على مجال تأثيرك، وهو ما أجده مفيدا حقا في حياتي الشخصية والعملية على حد سواء. غالبا ما نميل إلى التركيز على أشياء خارجة عن سيطرتنا، ولكن بدلا من ذلك، يجب أن نركز على المجالات التي يمكننا تغييرها أو تحسينها بالفعل.

الخميس، 16 يناير 2025

روتيني الصباحي: مصطفى البلتاجي المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ناوي
مصطفى البلتاجي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ناوي: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ناوي المحلية الناشئة في مجال التكنولوجيا العقارية والمدعومة من عائلة ساويرس، مصطفى البلتاجي (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي مصطفى البلتاجي. بعيدا عن مسماي الوظيفي، أنا شخص يحرص للغاية على دعم المنظومة البيئية للشركات الناشئة التكنولوجية في مصر. أشغل عضوية مجالس إدارة عدد من الشركات الناشئة، وأساعد في توجيه العديد من رواد الأعمال الشباب الآخرين.ولدت ناوي من مشكلة واجهتها شخصيا. بعد عودتي إلى مصر بعد فترة من العيش في الخارج، أردت الاستثمار في العقارات. ذهبت إلى أحد أبناء عمومتي — وهو أحد المؤسسين المشاركين للشركة وكان يعمل في مجال العقارات حينها — لأسأله عن المكان الذي يجب أن أشتري فيه. أوصاني آنذاك بمشروع "نيو جيزة" — لكنه لم يقدم لي سببا ملموسا لذلك، بل أخبرني فقط أن أثق به.أدركت عندها وجود مشكلة في هذا السوق. بصفتك مستهلكا، فأنت تقوم بأحد أكبر استثماراتك اعتمادا على بيانات محدودة أو معدومة عما يحدث. في حالتي، كنت محظوظا بوجود شخص كنت متأكدا من أنه يهتم لمصالحي — معظم الناس ليسوا محظوظين للغاية. أصبح السؤال، كيف يمكنني كمستهلك الحصول على الشفافية. كانت هذه هي الرؤية التي بدأت منها الشركة.جمعنا المعلومات بأنفسنا عبر أكثر من 200 مطور عقاري في جميع أنحاء مصر، ووضعنا قائمة شاملة لجميع منتجاتهم العقارية. هذا يسمح لك — كمستهلك — بالمقارنة بين وحدات ومشروعات عقارية مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، عندما يتواصل العملاء مع مستشارينا العقاريين ووكلاء المبيعات لدينا، فإنهم يتمتعون بالحافز نفسه لبيع العقارات إليك من أي مطور. نتيجة لذلك، تغلق معظم شركات الوساطة العقارية صفقات مع 20-30 مطورا سنويا — بينما تتم شركتنا صفقات مع أكثر من 100 مطور.بالنسبة لمنتجنا التالي، أدركنا أن العقارات التي تُباع بشكل أسرع هي تلك التي يجري تسليمها في أقرب وقت ممكن. لذلك سألنا أنفسنا: لماذا لا يشتري أحد العقارات القائمة؟ السبب هو عدم وجود خطة سداد للعقارات الموجودة. أدركنا عدم منطقية هذا الأمر وأردنا معالجة ذلك بإنشاء منتج يجعل شراء العقارات المعاد بيعها بخطة سداد تتمتع بالسهولة نفسها مثل شراء عقار جديد من المطور.المنتج التالي الذي أطلقناه هو "ناوي شيرز"، جرى تصميمه لمعالجة مشكلة الوصول إلى مزيد من العملاء الراغبين في الاستثمار بالسوق. والسؤال كان، كيف نرفع هذا الرقم من مليون إلى 15 مليون شخص؟ كانت الطريقة المثلى للقيام بذلك من خلال التجزئة. بنينا منتجا استثماريا يسمح للأشخاص بالاستثمار في العقارات من خلال "ناوي شيرز"، وحاليا نعمل مع الهيئة العامة للرقابة المالية لإتمام الإجراءات التنظيمية اللازمة.أحدث منتجاتنا التي لا تزال قيد التنفيذ حاليا هي خدمة للشركات — تحمل اسم "ناوي بارتنرز" — والتي تتيح للوسطاء الوصول إلى منتجات جميع المطورين العقاريين في مكان واحد. يتعلق الأمر بتمكين وحل مشاكل نظام الوساطة العقارية من خلال تجميع جميع المعلومات في مكان واحد.بشكل عام، أستيقظ في الوقت نفسه تقريبا الذي يذهب فيه أطفالي إلى المدرسة بحلول الساعة السابعة والنصف صباحا. أقضي ما بين 30-45 دقيقة في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار وقراءة إنتربرايز، مع التحقق من أرقام الأعمال من اليوم السابق. أغادر منزلي بعد 30-45 دقيقة، وأقضي وقت تنقلي في إجراء المكالمات ومتابعة الأمور وبدء يومي.يتمحور دوري حول الحفاظ على رؤية الشركة. أقضي معظم وقتي في العمل على بناء أشياء جديدة، بدلا من تشغيل جوانب مختلفة من أعمالنا التي أصبحت مستقلة وتعمل بكامل طاقتها. هذا، إلى جانب علاقات المستثمرين والتأكد من توافر السيولة الكافية لدى الشركة، الأمر الذي يستغرق الجزء الأكبر من وقتي.أيام الاثنين تمثل الموعد الثابت لجدولة جميع مهامي الأسبوعية. لا توجد فترات راحة، ولا وجبات غداء، ويستمر العمل حتى نهاية اليوم. تعتمد جميع أيام الأسبوع الأخرى على ما يحدث في وقت معين، ولا يوجد اتساق في الحقيقة. عادة ما أغادر المكتب بحلول الساعة 6:30-7 مساء، وأفضل التواجد في المنزل قبل موعد نوم أطفالي حتى أتمكن من وضعهم في الفراش. بعد ذلك في بعض الأحيان أضطر إلى إجراء بعض المكالمات.خلود أطفالي إلى النوم يعدّ أكبر ثابت في يومي، لكنني أحب أيضا أن أطفئ الأنوار قرابة العاشرة مساء إذا لم تكن هناك مكالمات، وهو الوقت الذي أقضيه عادة مع زوجتي أو أشاهد نتفليكس قبل الخلود إلى النوم.عندما يتعلق الأمر بالتنظيم، أعتقد عموما أن كلما كان نهجك أكثر بساطة، كان ذلك أفضل. فالأمر كله يتعلق بالارتباط بأولوياتك — وقائمة مهامي تعكس بالفعل تلك الأولويات. أنا واع جدا بشأن ما أضعه على قائمة مهامي، لأنني بخلاف ذلك سأنجر إلى أشياء لا تضيف بالضرورة القيمة الأكبر.على الصعيد المهني، أطمح إلى مواصلة تقدم شركة ناوي، وتنمية خطوط أعمالها في مصر والتوسع في أسواق أخرى خلال السنوات المقبلة. عندما أترك في نهاية المطاف صخب الحياة اليومية، أود أن أقضي بعض الوقت في العطاء. أريد أن أكون أكثر نشاطا في مساعدة رواد الأعمال الشباب في مشاريعهم، وأسعى لقضاء المزيد من الوقت في التركيز على الأعمال الخيرية — خاصة في التعليم.إذا كنت تحب ما تفعله، فإن عملك هو حياتك. لا أعتقد أنه ينبغي على المرء أن يعمل من أجل تيسير الحياة — فنحن نقضي وقتا طويلا في العمل لدرجة أننا لا نرغب في القيام بما نقوم به. التوازن الأكبر هو بين الأسرة والصحة والعمل. أنا أمنح الأولوية لقضاء الوقت مع عائلتي، خاصة أيام السبت، وأسعى جاهدا لجعل وقتي مع عائلتي مميزا قدر الإمكان.عند التعامل مع موقف سلبي، اعتادت والدتي أن تقول "أنا أتعامل مع الله، لذا سأفعل هذه الأشياء المحددة". لم يكن الأمر منطقيا بالنسبة لي حينها، لكن ما تعلمته من ذلك هو أنك تتعامل وفق بوصلتك الأخلاقية والمعنوية بغض النظر عن تصرفات الآخرين.

الخميس، 9 يناير 2025

روتيني الصباحي: إبراهيم نوفل مؤسس شركة سبورتانزا وإيجيبت بادل تور
إبراهيم نوفل، مؤسس سبورتانزا وإيجيبت بادل تور: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع مؤسس سبورتانزا وإيجيبت بادل تور إبراهيم نوفل (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي إبراهيم نوفل. حصلت على بكالوريوس هندسة الإلكترونيات والاتصالات في عام 2010. خلال دراستي الجامعية، كنت شغوفا بالأعمال التجارية وكيفية عمل الشركات، حتى أنني فكرت في التحوّل من الهندسة إلى إدارة الأعمال، لكنني قررت إتمام دراستي. أدركت مبكرا حاجتي إلى التركيز على الإدارة بدلا من الأدوار التقنية، لذلك سعيت للحصول على ماجستير في إدارة الأعمال لبناء مهاراتي في مجال الأعمال.بدأت مسيرتي المهنية في مجال تكنولوجيا المعلومات وتطوير الأعمال وإدارة الحسابات قبل التحول إلى إدارة سلسلة التوريد في شركة بروكتر أند جامبل، حيث أدرت عمليات واسعة النطاق في 14 دولة لخمس سنوات متواصلة. ولاحقا، انضممت إلى شركة ديكاتلون أثناء دخولها إلى مصر، وخلال عامين تقريبا، ساعدت في بناء عملياتهم قبل أن أغادر في نوفمبر 2019 سعيا وراء فرص جديدة.بدأت التطوع في مسابقات دولية وعملت مع الاتحادات الرياضية الدولية، مستندا إلى مهاراتي في مجال الأعمال لتعزيز تنظيم الفعاليات وإدارتها. وبدلا من التدريب أو إنشاء أكاديمية رياضية، ركزت على تحسين المنظومة الرياضية في مصر من خلال الارتقاء بالمسابقات التي تعتبر حاسمة في مسيرة أي رياضي. على الرغم من قوة الثقافة الرياضية وبنيتها التحتية في مصر، إلا أنها كمنظومة تفتقد إلى النظام، وكانت جهودي تهدف إلى سد هذه الفجوة ودعم المنافسة عالية المستوى. في عام 2014، أدخلت أساليب جديدة للبطولات الرياضية من خلال نقل الفعاليات إلى أماكن متميزة مثل الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مما ارتقى بالتجربة من خلال مرافق أفضل وعلامات تجارية واحترافية. كما عملت أيضا على تحويل مسابقات السباحة من الأماكن المزدحمة إلى فعاليات حصرية عالية الجودة. وبالاستفادة من خبرتي وعلاقاتي في رياضات مثل المبارزة والاسكواش والتايكوندو، ساعدت في تحديث المسابقات في جميع أنحاء مصر وإضفاء الطابع الاحترافي عليها، مما وفر بيئة أكثر جاذبية للرياضيين والرعاة والمشجعين.كان هذا التحول مقدمة إلى التحول لريادة الأعمال. شاركتُ في تأسيس شركة تركز على المواقع الإلكترونية والتطبيقات قبل إطلاق شركتي الخاصة "سبورتانزا"، المتخصصة في الإدارة والاستشارات الرياضية، في عام 2016. وعملت من خلال سبورتانزا مع الاتحادات لتنظيم الفعاليات الرياضية ثم أطلقت أول منتج رياضي خاص، وهو موقع إلكتروني يجمع النتائج الرسمية وإحصائيات اللاعبين والتصنيفات ومعلومات عن الفعاليات. وأصبح موقع سبورتس أوف إيجيبت أول منصة محلية لرقمنة التسجيل والمدفوعات الرياضية، حيث يتعامل مع أكثر من 200 حدث رياضي ويجمع بيانات تخص 12 ألف لاعب. كما عملت المنصة أيضا كحل لإصدار التذاكر عبر الإنترنت لمنظمي الفعاليات، وقدمت ابتكارات مثل بوابات التسجيل عبر الإنترنت.ثم اتجهت إلى تحويل المنصة إلى منتج تجاري، حيث قدمت خدمات التذاكر والنتائج للفعاليات الخاصة. وسمح لي هذا التحول بالابتعاد عن الاتحادات الرسمية والتركيز على المشاريع الرياضية التجارية، وتنظيم فعاليات مثل بطولة الجونة للإسكواش ودورة ألعاب الكروس فيت في مصر. كما بدأت أيضا في استضافة سباقات التحمل الخاصة بي، بما في ذلك سباقات الترياثلون والجري. في عام 2018، حققتُ إنجازا بارزا من خلال تأمين وتنظيم بطولة العالم لسباقات الترياثلون في سهل حشيش، حيث قدت العملية برمتها بدءا من تقديم العروض وحتى التنفيذ. كانت هذه نقطة تحول في عملي بمجال تنظيم الفعاليات، وفي النهاية اضطررت إلى ترك وظيفتي في الشركة.لدى مشروع آخر من مشروعاتي القديمة هو تحويل البادل إلى رياضة رائدة في مصر. بعد طرح الفكرة على السلطات في عام 2018، أطلقنا "إيجيبت بادل تور" في عام 2021، والتي استضافت 13 بطولة في القاهرة والإسكندرية والساحل الشمالي. رغم محدودية الموارد، ساعدت الجولة في توسيع قاعدة اللاعبين في هذه الرياضة إلى ألفي لاعب في عامها الأول. أما اليوم، فقد انتشرت هذه الرياضة بشكل كبير لتضم أكثر من 300 ألف لاعب ونحو ألف ملعب وما لا يقل عن 12 رياضيا محترفا.عادة ما يبدأ صباحي مبكرا، وهي عادة اكتسبتها منذ أن كنت رياضيا محترفا. إذا كان الوضع ملائما، فأنا أستمتع بركوب الدراجات أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية قبل بدء يوم عملي. أفضل العمل من الكافيهات حيث يمكنني التركيز على التفكير في أحداث جديدة وإجراء المكالمات واستكشاف الاتجاهات والتقنيات الرياضية العالمية. تثير منطقة الخليج ضجة كبيرة في المشهد الرياضي، لذلك أطلع على آخر المستجدات وأشارك في المناقشات حول الفرص المتاحة هناك. هذا الأسبوع، أجريت مكالمات مع جهات اتصال إقليمية لمناقشة التعاون مع الدول الأفريقية حيث تلعب مصر دورا قياديا في الرياضة. وبالطبع، أنا دائما ما أخصص وقتا لقراءة نشرة إنتربرايز الصباحية ضمن الوقت المخصص للتطوير الشخصي والقراءة.لم أحظ بيوم عمل عادي منذ تفشي جائحة كوفيد، لكن قبل ذلك، كان روتيني يشمل العمل المكتبي والاجتماعات والكثير من الألعاب الرياضية. كنت ألعب تنس الطاولة بعد الغداء، أضع جدول جلسات الاسكواش، وأنظم فعاليات مثل نوادي الجري وماراثونات وبطولات كرة القدم — وكل ذلك خارج مسؤولياتي المعتادة. عادة ما أنتهي في الساعة الخامسة أو السادسة مساء للتركيز على المشروعات الشخصية أو مزيد من الأنشطة الرياضية.الثابت الوحيد في يومي هو أنني يجب أن أقوم بشيء يتعلق بالرياضة. كل من يعرفني يعلم أنني أمارس ما أنصح به.طريقتي المفضلة للراحة والاسترخاء هي السفر — وبسبب الرياضة، تمكنت من الذهاب إلى العديد من الأماكن. كما أحب أن أتعلم من تجارب الآخرين، سواء من البودكاست أو السير الذاتية. أحب بشكل خاص أن أسمع عن قصص النجاح، وتعد إنتربرايز منصة مفيدة في ذلك — فأنا أتعرف على الكثير من القصص والأشخاص من خلال تغطيتها.أؤمن بقدرتي على إحداث فرق من خلال الرياضة، وهذا الإيمان هو القوة الدافعة لي. هذا ما يجعلني متحمسا ومركزا على أهدافي. شخصيا، أرغب في إلهام مزيد من الأشخاص لتبني أنماط حياة نشطة وصحية. مهنيا، لدي حلم كبير لإحداث ثورة في الرياضة في مصر والمنطقة. هدفي الأساسي هو تحسين حياة كل من يمارس الرياضة في مصر — سواء من خلال تنظيم فعاليات مؤثرة أو تطوير أدوات يمكن للرياضيين المحترفين والهواة الاعتماد عليها في حياتهم اليومية.صدق أو لا تصدق، أفضل نصيحة تلقيتها على الإطلاق هي "أخذ الأمور ببساطة". عندما كنت أصغر سنا وفي العشرينات من عمري — كنت أتنقل في كل مكان — وفي وقت من الأوقات كنت شريكا في أربع شركات. الآن عندما أرى الشباب يكافحون، أقول لهم: اهدأوا، أعيدوا التشكيل، دوِّنوا أفكاركم، وأحيانا، غيروا اتجاهكم. تحتاج أحيانا إلى التوقف والتراجع خطوتين إلى الوراء لإيجاد طريقة للالتفاف حول الجدار.

الخميس، 26 ديسمبر 2024

روتيني الصباحي: محمد سكينة المدير العام لشركة طلبات مارت مصر
محمد سكينة، المدير العام لشركة طلبات مارت مصر: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع المدير العام لشركة طلبات مارت مصر محمد سكينة (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي محمد سكينة، وأنا المدير العام لطلبات مارت في مصر. أعمل مع طلبات مارت منذ ما يقرب من أربع سنوات ونصف، وكنت محظوظا بما يكفي لأن أكون جزءا من الفريق الذي أطلق طلبات مارت في سلطنة عمان ومصر. قدت الشركة في الإمارات لمدة قصيرة قبل تولي مسؤولية الفريق في مصر.طلبات مارت هي ذراع البيع بالتجزئة عبر الإنترنت لشركة طلبات. بدأت طلبات مارت في الشرق الأوسط في عام 2018، وبعدها بعامين في مصر، وهي تعتمد على متاجر البقالة المظلمة وهي تلك التي لا تفتح أبوابها لاستقبال العملاء، إذ تعمل عبر الإنترنت فقط. شبكتنا من هذه المتاجر تتيح لنا توصيل البقالة والمنتجات الأخرى إلى عملائنا في غضون 20 دقيقة في المتوسط. ندير أكثر من 1000 متجر في جميع أنحاء العالم. وفي مصر، لدينا 45 متجرا مظلما تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في 10 مدن وتخدم مئات الآلاف من العملاء.مسؤولياتي تنقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسية. تتمثل الأولى في الناس، فهم في صميم كل شيء أفعله. فجزء كبير من يومي ينطوي على التواصل مع الأشخاص، وضمان حصولهم على الموارد التي يحتاجونها، والتأكد من أن المؤسسة تسير بالروح والثقافة المطلوبة.المجموعة الثانية من مسؤولياتي تتضمن التأكد من سير العمليات التجارية على النحو المطلوب، أي متابعة مؤشرات الأداء الرئيسية اليومية وانطباعات العملاء. في الغالب أراجع مع فريقي ملاحظات العملاء وتعليقاتهم للتأكد من الإلمام باحتياجاتهم وإرضائهم أيضا.أما الجانب الثالث من مسؤولياتي فيتعلق بحل المشكلات الكبيرة. أشجع نفسي وفريقي على طرح الأسئلة الكبرى والتفكير بعمق في كيفية حلها. على سبيل المثال، عندما استلمت زمام الأمور في طلبات مارت منذ ثلاث سنوات، كان السؤال الأهم الذي يدور في ذهني هو "كيف نجعل طلبات مارت مصر أكبر سوبر ماركت على الإنترنت في البلاد؟ وضعنا خطة ونفذناها وحققنا ذلك الهدف. ثم بدأنا بعد ذلك في التعامل مع معايير أخرى مثل كيفية جعل طلبات مارت مصر الأكبر في المنطقة ثم على مستوى العالم.روتيني الصباحي يسير بوتيرة واحدة. أعتقد أن تحقيق بداية ناجحة لليوم لا يتطلب عملية ابتكارية. ممارسة التمارين الرياضية لمدة 10 دقائق أول ما أفعله عند استيقاظي من النوم، لتنشيط جسدي. بعدها أتناول فطورا بسيطا — بيضتين مسلوقتين — قبل الاستحمام، وعادة أستحم بمياه باردة، وهو مفيد للغاية. أدون أيضا الكثير من المذكرات وقائمة المهام الصباحية. وعندما أركب السيارة أتلو الأذكار وبعض الآيات من القرآن.أطالع أيضا نشرة إنتربرايز الصباحية، فهي مصدر رائع لما يحدث في السوق، وتراقب عن كثب صناعة التكنولوجيا. أستمتع استمتاعا خاصا بالمقابلات مع قادة الأعمال المصريين. أنا من أشد المؤمنين بأننا نمتلك ثروة من المواهب هنا، وتسلط إنتربرايز الضوء على العقول الرائعة في مختلف المجالات.أخصص أول 60-90 دقيقة من يومي لإعادة ضبط موجات دماغي وتهدئة جهازي العصبي كي أعد نفسي من أجل النجاح. أحاول قدر الإمكان تجنب المواقف التي تتسم بالضغط الشديد — مثل التعامل مع الأزمات أو الاجتماعات الساخنة أو المناقشات — فور وصولي إلى المكتب.في فريقنا، تبنينا ما نسميه "ثقافة الركض السريع". فنحن ندرك أن طاقتنا متقلبة. لذا نقسم عملنا إلى مراحل — مراحل عالية الكثافة يبذل الجميع خلالها قصارى جهدهم، وفترات أخرى من التباطؤ المتعمد. أدير طاقتي بهذه الطريقة، ويعمل فريقي بنفس الأسلوب. على سبيل المثال، كان شهر أكتوبر مجهدا للغاية. فخلاله كنا نصل إلى العمل قبل التاسعة صباحا ونغادر في السابعة مساء. لكن شرعنا في إبطاء الوتيرة خلال الشهر الماضي.مزيج الرياضة والنشاط الاجتماعي والفن هو ما يهيمن على الوقت الذي أقضيه بعد العمل. وإنني أصغي إلى جسدي في هذا، لذا يعتمد ما أفعله تماما على ما أشعر به في ذلك اليوم. في بعض الأيام لا أرغب إلا في العودة إلى المنزل وتناول وجبة ساخنة والاسترخاء. وفي أيام أخرى، أشعر بالرغبة في التواصل الاجتماعي؛ فألتقي الأصدقاء أو أقضي وقتا مع الأسرة. وفي معظم الأيام — ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع — أمارس الرياضة. أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، وألعب تنس البادل، وأمارس ركوب الخيل. أرى أن فقدان الجانب الفني لدى المرء سهل للغاية ما لم يحرص حرصا بالغا على المحافظة على الاتصال به، لا سيما مع العمل في وظيفة عملية جدا مثل وظيفتي. لذلك أحاول من حين لآخر أن أفعل شيئا يتعلق بالفن، مثل الرسم أو الموسيقى.من أجل المحافظة على التنظيم في العمل، أحول المهام المتكررة إلى عمليات روتينية لا تستهلك الكثير من الطاقة. على سبيل المثال، إذا ظهرت مهمة بشكل متكرر وحسب الحاجة، أحولها إلى عملية أو اجتماع أو تقرير حتى لا أحتاج إلى القلق بشأنها مرة أخرى. أحاول أيضا الاستفادة من التكنولوجيا والأدوات. أستخدم بشكل مكثف التقويم وتقارير الاتجاهات وأدوات التعاون مثل مستندات جوجل.أكثف تركيزي بشدة على تحديد أولويات العمل. أنشئ مستندا مرة واحدة في العام وأوزعه على كل قسم على حدة — وصولا إلى أصغر فرد في المؤسسة — حتى يتمكن الجميع من سرد أولوياتهم. بهذه الطريقة نتأكد من أن الجميع يحافظون على التركيز والتنسيق. لدينا أيضا مستند شهري حيث يسرد الجميع ثلاثة أشياء فقط سيحققونها، مهما كانت. تساعدني إعادة النظر في هذا المستند على استعادة التركيز عندما أشعر بالإرهاق.بعد مرور 20 عاما، آمل أن أرى نفسي شخصا أسهم في تشكيل صناعة التكنولوجيا في الشرق الأوسط. أما على المدى المتوسط، أطمح إلى الاستمرار في المساهمة في نجاح طلبات — سواء من خلال الاستمرار في قيادة طلبات مارت في مصر، أو على المستوى الإقليمي، أو قيادة قطاع جديد. إنها شركة عظيمة ذات إمكانات هائلة. أعتقد أننا ما زلنا في مستهل الطريق — لقد أنجزنا جزءا ضئيلا فقط مما يمكن أن تصبح عليه هذه الشركة.لا أعتقد أن تحقيق التوازن بين العمل والحياة يجب أن يكون هدفا للجميع. من وجهة نظري، إذا اخترت تحقيق التوازن في حياتك المهنية بالكامل، فستنتهي بمجموعة متوسطة من النتائج في جميع المجالات. إذا أردت حقا تقديم شيء استثنائي — سواء في حياتك الشخصية أو المهنية — فهذا يحمل تكلفة ما. بعض الأولويات لها الأسبقية على غيرها في مراحل مختلفة من الحياة. على سبيل المثال، قد تتطلب بداية حياتك المهنية العمل الجاد، في حين قد تتطلب المراحل اللاحقة التركيز على الأسرة أو النمو الشخصي. التحذير هنا هو أن هناك شيئين لا يمكنك التنازل عنهما لوقت طويل: الصحة والأسرة. إن تأثير إهمال أي منهما لا رجعة فيه.الآية القرآنية "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" هي بمثابة شعار بالنسبة إلي. وهذا يعني أن ما يهم حقا في نهاية المطاف هو الجهد الذي تبذله وليس النتيجة. وعندما أتأمل هذه الآية، فإنها تمنحني شعورا بالسلام. فمن السهل أن يصير المرء مهووسا بالنتائج، لكن الواقع هو أن هذه النتائج لا تتحقق أحيانا، وقد تفشل فشلا ذريعا. كل ما تحتاجه هو بذل قصارى جهدك لحل المشكلات، وأن تكون صادقا مع الناس، وأن تظل كذلك. أعلم أن هذا قد يبدو غير تقليدي في عالم الأعمال، حيث نبني الاستراتيجيات بدقة، ونضع مؤشرات الأداء الرئيسية، ونتباهى بأنفسنا بمهارات حل المشكلات الحاسمة. ولكن في جوهر الأمر، فإن كل شيء يتلخص في هذا حقا.فتح كتاب "Good to Great" آفاقا جديدة أمامي. يستكشف الكتاب المبادئ التي تحول الشركات العادية إلى شركات استثنائية. وهناك مبدآن أثرا في حقا. الأول يتعلق بإعطاء الأولوية للأشخاص على الأهداف — فهو ينص على أن الفريق الذي تصحبه في الطريق أهم من الوجهة التي تنشدها. والمبدأ الثاني يتعلق بالصدق الشديد، وهو ما يعني أن القادة لا بد أن يظلوا واقعيين بشأن موقف شركتهم، لأنه من السهل جدا أن يفقدوا الاتصال بما يدور فعليا داخل عقول العملاء وما تبدو عليه نظرتهم تجاه العلامة التجارية.

الخميس، 19 ديسمبر 2024

روتيني الصباحي: هالة عبد الودود الرئيسة التنفيذية لشركة محرم وشركاه
هالة عبد الودود، الرئيسة التنفيذية لشركة محرم وشركاه: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. تتحدث إلينا هذا الأسبوع الرئيسة التنفيذية لشركة محرم وشركاه هالة عبد الودود (لينكد إن). إليكم مقتطفات محررة من المقابلة:اسمي هالة عبد الودود. أنا الرئيسة التنفيذية لشركة محرم وشركاه، وهي أكبر شركة استشارات في مجال الشؤون العامة والاتصالات الاستراتيجية في أفريقيا والشرق الأوسط. أنا أيضا أم لشابين يبلغان من العمر 24 و21 عاما، وابنة دبلوماسي، وهي الخلفية التي شكلت شخصيتي بشكل عميق. قبل انضمامي إلى شركة محرم وشركاه، عملت كمديرة للشؤون العامة والاستدامة والاتصالات في شركة كوكاكولا أتلانتيك لمنطقة شمال أفريقيا. وقبل ذلك، توليتُ إدارة العلاقات العامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات وإدارة الجودة في قسم العلاقات العامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات لدى أورانج للاتصالات. بدأت مسيرتي المهنية في وزارة التعاون الدولي، ثم عملت في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومنظمات أخرى. أنا ناشطة في العديد من جمعيات الأعمال المختلفة، بما في ذلك غرفة التجارة الأمريكية، وغرفة التجارة الدولية البريطانية، والغرفة الفرنسية، كما أشغل أيضا عضوية مجلس إدارة مستشفى أهل مصر للحروق. بالإضافة إلى ذلك، أنا أيضا عضوة في منظمة الروتاري منذ ما يقرب من 20 عاما، كما أنني ممارس معتمد في البرمجة اللغوية العصبية ومدربة حياة.كوني الرئيسة التنفيذية، فأنا مسؤولة عن تشكيل رؤية شركة محرم وشركاه واستراتيجيتها طويلة الأجل مع ضمان التوافق مع ديناميكيات السوق. أنا قدوة يُحتذى بها، وأعمل على تعزيز الثقافة المؤسسية القوية والمعايير الأخلاقية. كما يتضمن دوري اتخاذ القرارات وحل المشكلات وإدارة شؤون أصحاب المصلحة - سواء على المستوى الداخلي مع الموظفين أو الخارجي مع العملاء. وفي حين أفضل تمكين فريقي دون التطرق إلى التفاصيل الدقيقة، فإنني أتدخل عندما تكون هناك حاجة إلى التوجيه أو التدريب. يعد إرضاء العملاء أمر بالغ الأهمية. كوننا شركة استشارية، ينبغي علينا تقديم خدمة استثنائية وضمان تلبية احتياجات عملائنا. تعد الربحية أيضا أحد محاور التركيز الرئيسية، ونصل إليها عبر توجيه ودعم فريقي جنبا إلى جنب مع مؤسس الشركة، مصطفى محرم. نعمل على التكيف باستمرار مع الابتكارات مثل الذكاء الاصطناعي، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتحديات العالمية المتطورة، من التحولات الاقتصادية إلى الأحداث الجيوسياسية.تأسست شركة محرم وشركاه في عام 2015 على يد رئيس مجلس الإدارة مصطفى محرم، لإحداث ثورة في مجال السياسة العامة والاتصال الاستراتيجي في الشرق الأوسط وأفريقيا. وقد لاحظنا وجود فجوة كبيرة، في قطاع العلاقات الحكومية والسياسة العامة التي يتخصص فيها عدد قليل من وكالات العلاقات العامة والتسويق المنتشرة في البلاد. الكثير من الشركات متعددة الجنسيات كانت تفتقر إلى الموارد اللازمة للتعامل مع البيئات التنظيمية، مما أفسح المجال أمام شركة مثلنا للتدخل كامتداد لفرق العمل لديها. على سبيل المثال، عندما كنت أعمل في شركة كوكاكولا، كانت "محرم وشركاه تكمّل فريقنا الصغير، إذ تتولى إدارة الاحتياجات التنظيمية للعديد من البلدان. تتمثل مهمتنا في تمكين العملاء من خلال توفير إرشادات الخبراء للتغلب على تحديات السياسات، ومكافحة المعلومات الخاطئة، والتواصل مع أصحاب المصلحة. وسواء كان العملاء بحاجة إلى دعم لمشروع واحد أو شراكة مستمرة، فإننا نقدم حلولا مصممة خصيصا لمساعدتهم على التوسع والازدهار في أسواق جديدة.الوتيرة السريعة للتغيير، مدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي والأحداث الاقتصادية والسياسية العالمية، تحدث تحولا في السياسة العامة والتواصل الاستراتيجي. دفعت جائحة "كوفيد-19" نحو تطبيع العمل عن بُعد، الذي كان يوما ما امتيازا نادرا، وصارت أدوات التواصل الرقمي ضرورية. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات حاليا جزءا لا يتجزأ من استراتيجيات عملائنا، الذين نساعدهم على التعامل مع الأزمات، وتحديد متى يتصرفون أو يلتزمون الصمت، وإدارة وجودهم على الإنترنت بشكل استباقي.أبدأ يومي بكوب من الشاي ومطالعة سريعة للأخبار، بما في ذلك إنتربرايز. بعدها أتصفح رسائل الواتساب بريدي الإلكتروني، ثم أتواصل مع الأشخاص عبر رسائل قصيرة. أثناء الاستعداد، أتابع الأخبار، وبعض المهام المنزلية، ثم الانتقال من مصر الجديدة إلى مكتبي في القرية الذكية. وأثناء القيادة، أستمع إلى الكتب الصوتية وأتابع المكالمات الصباحية لأضمن بداية مثمرة قبل الانغماس في الاجتماعات اليومية.اليوم الاستثنائي هو اليوم الذي لا يكون لدي فيه اجتماعات متتالية. أيام عملي مليئة بالاجتماعات المتتالية، سواء الداخلية أو الخارجية. أعطي الأولوية للاجتماعات الفردية مع فريقي لمناقشة العمل والتحديات الشخصية لبناء علاقات قوية. خلال توجهي إلى المنزل، أتابع المكالمات الفائتة وأتواصل مع العائلة والأصدقاء. وعلى الرغم من فارق المنطقة الزمنية مع أبنائي في الولايات المتحدة، إلا إنني أحرص على التواصل اليومي حتى لو كان من خلال رسالة نصية. غالبا ما تعج الأمسيات مليئة بالأحداث المتعلقة بالأعمال أو التجمعات العائلية أو الأنشطة الإضافية، مثل اجتماعات الروتاري، التي أحضرها باستمرار على مدار 20 عاما.الصلوات اليومية والتواصل مع الأحباء من الأمور الثابتة في يومي. أحرص على التركيز على صلاتي اليومية والدعاء لوالدي الراحلين في صلواتي كل يوم. كما أحرص على التواصل مع العائلة والأصدقاء، إما من خلال المكالمات أو الرسائل. توفر هذه الطقوس أرضية عاطفية وشعورا بالتواصل طوال يومي.يتطلب تحقيق التوازن بين المسؤوليات المتنوعة إدارة الوقت بشكل منضبط. في كل ليلة، أحدد أولويات اليوم التالي، مع التأكد من عدم إغفال أي شيء بالغ الأهمية. في مرحلة ما عندما كان أطفالي أصغر سنا، كان علي القيام بمسؤولياتي كأم ومسؤولياتي في العمل، والتي قد يكون من الصعب للغاية تحقيق التوازن بينهما. إن تحقيق التوازن بين العمل والحياة في بيئة استشارية ديناميكية أمر صعب. لقد تعلمت أن أسترخي نفسي عند الحاجة، وأدركت أنني سأتعرض للإنهاك إذا لم أحصل على الراحة المناسبة. أستعيد طاقتي بالسفر، والمشاركة في أنشطة جديدة مثل التحكيم في "الراليات" أو الرماية، وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء والعائلة. هذه التجارب تجعلني نشيطة وتساعد في الحفاظ على التوازن.لقد تعلمت من كثيرين وأريد أن أنقل ذلك للآخرين. أريد أن أنقل المعلومات والمعرفة والخبرة للآخرين، سواء زملائي أو عائلتي أو أصدقائي أو أي شخص يريد أي نوع من المساعدة من جانبي أو التوجيه. تعلمت من كثيرين، وأولهم والدي، أهمية الشغف والقيم وأخلاقيات العمل. لقد علموني أنه عندما تحافظ على قيمك وأخلاقيات العمل لديك وتعمل بشغف مع الإيمان بنفسك، يمكنك تحقيق أي شيء تريده. كان الإيمان بنفسي بمثابة تحول، الأمر الذي مكنني من تحقيق ما كنت أعتقد ذات يوم أنه مستحيل. لقد شكلت هذه النصيحة مسيرتي المهنية، وعززت ثقتي بنفسي، ودفعت نموي الشخصي.

الخميس، 12 ديسمبر 2024

روتيني الصباحي: علي فرج المصنف الأول عالميا في الإسكواش
علي فرج المصنف الأول عالميا في الإسكواش: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع لاعب الإسكواش علي فرج (لينكد إن) — المصنف الأول عالميا. وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:اسمي علي فرج. ولدت عام 1992، ونشأت في القاهرة. بدأت ممارسة رياضة الإسكواش في سن السادسة أو السابعة، سائرا على خطى أخي الأكبر — الذي كان قدوتي منذ ولادتي.كنت محظوظا باكتشاف شغفي منذ سن مبكرة. فقد رأيت أخي يلعب الإسكواش حينما كنا صغارا، وكأي شقيق أصغر سنا كنت أرغب في أن أفعل ما يفعله. بدأت ممارسة هذه الرياضة ووقعت في حبها. لا أتذكر مرة واحدة اضطر فيها والداي إلى إجباري على الذهاب إلى التدريب، بل كان الأمر دائما على العكس، إذ كانا يحاولان إخراجي من الملعب وإعادتي إلى المنزل.كان حلم حياتي الفوز ببطولة العالم للإسكواش للناشئين — التي تمكنت من الوصول إلى الأدوار النهائية لها، لكني لم أتوج باللقب. التحقت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في سنتي الأولى، ثم وقع الاختيار علي للعب لصالح جامعة هارفارد. أعلم أن ما سأقوله هو ضرب من ضروب الجنون، ولكني كنت في الواقع أفكر فيما إذا كنت أرغب في الذهاب أم لا. وكنت — وما زلت — شديد التعلق بأسرتي وبيتي وكل ما له علاقة بمصر.ذهبت إلى مقابلتي معهم على أي حال، وعندما حان موعد عودتي إلى مصر في 23 يناير 2011 — اندلعت الثورة بعدها بيومين. ورأى والدي إلى أين تتجه الأمور في ذلك الوقت، وحثني على الذهاب للحصول على شهادة جيدة. حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة، وتبين أن جامعة هارفارد كانت ثاني أفضل قرار اتخذته في حياتي — ولا يسبقه إلا قرار زواجي من زوجتي.نشأت في بيئة أكاديمية بحتة، فعائلتي كلها أطباء. لم أكن أتصور نفسي أعمل في أي شيء آخر غير العمل المكتبي. قررت أن أعطي لعبة الإسكواش فرصة أولا قبل أن أبدأ العمل في مجال الاستشارات أو الهندسة، وسارت الأمور على ما يرام. ليس فقط من حيث النتائج، بل إنني استمتعت بها حقا. كنت حينها قد خطبت زوجتي، وكنا نسافر حول العالم معا، ونفعل الشيء الذي كنا نحبه منذ أن كنا أطفالا، ولم أنظر إلى الوراء أبدا.روتيني الصباحي اختلف مع مرور الأعوام، خاصة منذ أن أنجبت ابنتي فريدة. بدأت ابنتي في الذهاب إلى المدرسة هذا العام، لذا كلما سنحت لي الفرصة أستيقظ في السابعة وأصطحبها إلى المدرسة، وأبدأ يومي. أتناول الإفطار مع زوجتي في المعتاد، أو بمفردي في مكان ما، ثم أتوجه إلى التدريب.تبدو وظيفتي اليومية مختلفة عن وظائف معظم الناس. أتدرب في الغالب مرتين إلى ثلاث مرات يوميا، مرتين في الصباح، ومرة ما بين السادسة والسابعة مساء. تتسم ساعات العمل بالمرونة، لكن الأنشطة تكون ثابتة. لأكون منصفا، صرت أشد إرهاقا مع مرور الأعوام — إذ ينبغي لي أن أترك عائلتي 11 أو 12 مرة سنويا من أجل البطولات. إنه أمر مثير للغاية، لكنه يؤثر سلبا على جسدك وعقلك مع مرور الوقت.جمال الحياة في مصر يكمن في يوجد العديد من اللاعبين المميزين الذين يمكنك اللعب معهم يوميا. نحن أصدقاء جيدون للغاية، وبقدر ما توجد منافسة هنا قد تسبب إحراجا في بعض الأحيان.الشيء الوحيد الثابت في يومي هو ابنتي. إذا لم أرها، يصبح اليوم مملا للغاية. الآن أصبح وقت فراغي يشمل قضاء الوقت مع ابنتي، وإحضارها من المدرسة، وسؤالها عما تفعله ومع من تلعب. اعتدت أن أحب لعب البلاي ستيشن، لكن بعد إنجاب فريدة، ربما لعبت مرة أو مرتين. هكذا تغيرت حياتي كثيرا وبطريقة جيدة بصراحة.عائلتي تساعدني على البقاء مركزا ومنظما. كانت زوجتي نور تعييني في حياتي على مدار السنوات العشر الماضية، إلى جانب عائلتي وربي. نور تفهم جدولي لأنها كانت أيضا رياضية، وقد أتقنت التوازن بين العمل والحياة الشخصية، ولحسن الحظ كانت جداولنا متوافقة دائما. لقد ساعدني والداي أيضا في الحفاظ على تنظيمي وتركيزي طيلة حياتي. كان كلاهما يعمل فعلمانا كيفية التوفيق بين العمل والحياة الشخصية.أستطيع أن أقول إن حياتي متوازنة إلى حد كبير. ولا أستطيع أن أنسب الفضل لي وحدي في ذلك، لأن زوجتي هي التي ساعدتني بشكل أساسي. اضطررت إلى تفويت بعض الأحداث الكبرى في حياة أحبائي مثل حفلات الزفاف والجنازات للأسف بسبب التزاماتي بالسفر، ولكن في الغالب، أود أن أقول إنني في وضع جيد فيما يتعلق بالتوازن بين العمل والحياة.ليس لدي خطط واضحة بشأن مستقبلي حتى الآن. أعتقد أنني حققت نجاحا كبيرا في مسيرتي في رياضة الإسكواش، ولكن لا يزال أمامي بضع سنوات أخرى. كما أن لدي خططا للمساعدة في إدارة أعمال عائلتي في قطاع الزراعة. آمل أن أطور شيئا ما في قطاع الرياضة أو التعليم أو الرعاية الصحية.بشكل عام، أحب أن أقرأ كثيرا عن ريادة الأعمال والدين. أنا مفتون بالتنمية الذاتية والنجاح، لكني أحب أيضا أن أتذكر أن العالم ليس لا يقتصر على جانبه المادي فحسب — بل من المهم استكشاف جانب ما وراء الطبيعية في هذا العالم. لدي رؤية واسعة جدا عن الدين وأحب القراءة عن جميع الأديان، مع التركيز بشكل خاص على الإسلام.

الخميس، 5 ديسمبر 2024