روتيني الصباحي: كارين ويك المؤسسة المشاركة ورئيسة دائرة الأعمال المصرية السويسرية
كارين ويك المؤسسة المشاركة ورئيسة دائرة الأعمال المصرية السويسرية: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم — كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. تتحدث إلينا هذا الأسبوع كارين ويك (لينكد إن)، المؤسسة المشاركة ورئيسة دائرة الأعمال المصرية السويسرية وعضو مجلس الإدارة التنفيذي لغرفة التجارة السويسرية في مصر. إليكم مقتطفات محررة من الحوار:أفضل طريقة لتقديم نفسي هي عبر ما يجمعنا — حب مصر. ولدت في سويسرا، ووصلت إلى مصر قبل 25 عاما مع طفلين وزوجي، الذي انضم إلى شركة فودافون آنذاك. كنا مجرد عائلة مغتربة، وكانت الستة أشهر الأولى صعبة. تركت وظيفتي، وبعت أسهمي في شركة مقرها زيورخ، ثم أوليت اهتماما بالأمومة في بلد لم أزره من قبل. كان لدينا ستة أسابيع لحزم أمتعتنا والانتقال، ولن أنسى أبدا هبوطنا في القاهرة في وقت متأخر من الليل. أخذ زوجي، الذي وصل في وقت سابق، الأطفال وأرسلني إلى عمر أفندي لتجهيز منزلنا — لذلك كنت هناك، في منتصف الليل، أحاول التعامل مع واقع جديد. استغرق الأمر بعض الوقت، لكن القاهرة هي موطني الآن. يعمل زوجي في سويسرا، وأولادي موجودون في جميع أنحاء العالم، ولكن إذا أرادوا رؤيتي، فعليهم العودة إلى الوطن — العودة إلى مصر. قد يبدو أنهم أوروبيون، لكن حمضهم النووي مصري للغاية.عمقت من مشاركتي في غرفة التجارة السويسرية بالقاهرة، حيث عملت على تعزيز العلاقات التجارية بين مصر وسويسرا. وللتوسع في هذه المهمة، أسست دائرة الأعمال المصرية السويسرية (ESBC) مطلع هذا العام. أؤمن ببناء الجوهر قبل الترويج، ولهذا السبب أطلقنا حدثا تحت عنوان لنبتكر معا: فرص الأعمال بين مصر وسويسرا، وهو أول حدث لنا في دائرة الأعمال المصرية السويسرية. ويعد أكثر من مجرد جلسة نقاش افتراضية، إنها بداية جسر جديد بين البلدين. بدعم قوي من السفارتين، هدفنا واضح — مناقشات عملية هدفها تحقيق نتائج، وليس محادثات غامضة ومجردة.يدور هذا الحدث حول الشركات الناشئة والابتكار والاستثمار — مع التركيز على الروابط الحقيقية القابلة للتنفيذ. سيتمكن الحاضرون من الوصول المباشر إلى المستثمرين السويسريين الذين يمكنهم مساعدتهم على التوسع خارج مصر. نستضيف صناع القرار الرئيسيين، بما في ذلك رؤساء الاستثمار من المنطقة الناطقة باللغة الفرنسية وزيوريخ. فاقت الاستجابة للحدث توقعاتنا بالفعل — كنا نهدف إلى استقطاب 30 مشاركا والآن لدينا ما يقارب 100 مشارك، مقسمين بالتساوي بين مصر وسويسرا. لكن النجاح الحقيقي يكمن في ما يأتي بعد ذلك، متمثلا في تأمين الاستثمارات، وإبرام الاتفاقيات، وبناء جسر دائم بين السوقين. هذه البداية فحسب.نشأت دائرة الأعمال المصرية السويسرية نتيجة لعملي في مصر على مر السنين. عملت في مجال تطوير الأعمال للشركات الناشئة، ومثلت مواطنين سويسريين في مصر، وشغلت عضوية مجلس إدارة غرفة التجارة السويسرية بالقاهرة لمدة خمس سنوات. عندما انضممت إليها قبل جائحة كوفيد مباشرة، كان علي إعادة التفكير في كل شيء. فبدلا من أن نكون مجرد غرفة تجارية أخرى، أردنا تجسيد سويسرا نفسها: صغيرة ودقيقة وفعالة للغاية.مصر وسويسرا لديهما تشابه اقتصادي مدهش — إذ يعتمد كلاهما على الشركات الصغيرة والمتوسطة العائلية إلى جانب الشركات الكبرى. لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية الحقيقية، كنا بحاجة إلى شبكة سويسرية قوية. وهنا يأتي دور دائرة الأعمال المصرية السويسرية التي تعمل كجسر للشركات في كلا البلدين. لم يكن بناء هذا الجسر سهلا، لكننا حصلنا على دعم هائل من السفارة المصرية في سويسرا والمكتب التجاري المصري في جنيف. يعد حدث "لنبتكر معا" مجرد بداية. في وقت لاحق من هذا الشهر، سنعمل على إطلاق تجريبي في السفارة المصرية في برن. نحن نتحرك بسرعة ولكن صوب هدف محدد — لا يتعلق الأمر بالجهد المبذول، بل بالتأثير الحقيقي.ربط الأعمال المصرية بسويسرا ليس بالأمر السهل. سويسرا تضم مناطق ناطقة بالفرنسية والألمانية والإيطالية، ويميل الناس إلى البقاء ضمن شبكة معارفهم. ونحن نعمل على سد هذه الفجوات من خلال جمع المناطق المختلفة تحت شبكة أعمال قوية واحدة. لكن الأمر يتطلب بذل الجهد — إذ يتعين علينا البحث عن كل عضو على حدة. وإذا كان أي شخص يقرأ هذا ويعرف مصريا في سويسرا أو هو مصري، فسوف يسعدنا أن ينضم إلينا.احتفلت سويسرا ومصر مؤخرا بمرور 90 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين. لعبت سويسرا دورا مهما في اقتصاد مصر منذ أوائل القرن العشرين، من إرسال المهندسين المعماريين إلى تشكيل الصناعة النسجية. وحتى اليوم، تتمتع شركات سويسرية كبرى مثل "أيه بي بي" و"نستله" و"لافارج" و"نوفارتس" بتواجد قوي في مصر. لكن الاستثمار طريق ذو اتجاهين — لدى مصر الكثير لتقدمه، ولهذا السبب ننظم هذا الحدث. أعتقد حقا أن مصر تشبه جوهرة غير مكتشفة، مليئة بالإمكانات، لكن المستثمرين السويسريين يميلون إلى تجنب المخاطرة. هدفنا هو تغيير هذا السرد، لإظهار مصر الحقيقية لهم بعيدا عما تظهره العناوين الرئيسية الدولية.عند ذكر الروتين الصباحي، أشعر بالذعر — ليس لدي روتين صباحي. الروتين هو عكس ما أنا عليه. لا يوجد يومان متشابهان، وأنا أحب ذلك. ومع ذلك، أستيقظ مبكرا من أجل الهدوء — إنه وقتي للتفكير والتركيز والاستعداد لليوم. اقرأ نشرة إنتربرايز بشكل ثابت، عادة ما يكون أثناء احتساء القهوة. في النسخة المثالية من صباحي، أسير حافية القدمين على العشب، وألمس الأرض، وأحتسي القهوة في يد، وأقرأ إنتربرايز في اليد الأخرى. أعتني بحيواناتي الأليفة، وبنفسي، وعندما يتعلق الأمر بالعمل، أكون منضبطة. إذا كان لدي اجتماع، أكون هناك — من دون أعذار.كل صباح، أستيقظ بهدف مقابلة شخص جديد. إذا كان جدول أعمالي حافلا بأشخاص أعرفهم بالفعل، أشعر بالملل. ولا أريد أن أشعر بالملل — فالحياة أقصر من أن نقضيها في ذلك. لأكثر من 25 عاما، حرصت يوميا على أن تكون هناك اتصالات جديدة ووجوه جديدة ووجهات نظر مختلفة. لا يجب أن يكونوا شخصيات مهمة أو رفيعة المستوى — فقط يمكن أن يكون أي شخص لديه قصة ليشاركها. كلما تقدمت في العمر، مر الوقت بشكل أسرع، وأدركت أنه يتعين عليك أن تعيش حياتك على أكمل وجه — قبل فوات الأوان.أتحرك مدفوعة بالفرص وليس الخطط طويلة الأجل. وفي سني هذا، لا يتعلق الأمر بالتخطيط للمستقبل بقدر ما يتعلق بتقبل ما سيأتي. ولكن بمجرد إلزامي بشيء، انخرط فيه بشدة — أقول دائما، "أنا مثل الفيروس — بمجرد أن تمسك بي، فلن تتخلص مني أبدا". في الوقت الحالي، أركز على تنمية دائرة الأعمال المصرية السويسرية بطريقة قوية وذات مغزى، ورؤية إلى أين يأخذنا الزخم. شخصيا، أريد الاستمرار في بناء حياتي هنا، ومواصلة عملي الخيري، ومقابلة أشخاص جدد، والانفتاح على أي شيء يأتي بعد ذلك. هذا ما يجعل الأمور مثيرة.لا أفكر حقا في الموازنة بين العمل والحياة، فأنا أعيش حياتي لا أكثر. حياتي العملية والشخصية متداخلتان تماما لأنني أحب ما أفعله. لا أتوقف أبدا عند ساعة معينة أو أفصل العمل عن حياتي الشخصية، فكل منهما شيء واحد. والآن بعد أن كبر أطفالي، أصبحت أيامي تسير بسلاسة، ولدي المزيد من الوقت للقيام بما أستمتع به. إذا التقيت بشخص ما من خلال العمل، فإنه يصبح جزءا من حياتي، وليس مجرد اتصال. إذا كرهت ما أفعل، فإن هذا النهج سيكون مرهقا، ولكن لأنني أحب ما أفعل، يشعرني بأن الأمور تسير بصورة طبيعية.أستمتع بممارسة رياضة البيلاتس، وزراعة الحدائق، والرسم — رغم أن الرسم يبدو وكأنه وظيفة ثانية أكثر من كونه مجرد هواية. درست الفن في فلورنسا، وأنا من عائلة فنية — كان والدي أحد المهندسين المعماريين في مركز بومبيدو بباريس، وكانت والدتي معلمة فنون في متحف اللوفر. ومع هذه الجذور، وجد الفن طريقه إليّ حتما. وما زلت أواصل صقل مهاراتي مع أستاذ في كلية الفنون الجميلة بحي الزمالك.أنظم أيضا معرض "Printemps des Artistes" في مصر منذ عشر سنوات. أسسته نساء ناطقات بالفرنسية من المغرب وبلجيكا وسويسرا وفرنسا، واسمه يعني "ربيع الفنانين". هذا العام، في الخامس عشر من مايو، سننظم معرضا لـ 70 إلى 80 فنانا مصريا ونحو 500 عمل فني. يتلقى الفنانون أجرهم كاملا، وتذهب 20% من المبيعات إلى الأعمال الخيرية — هذا العام، لدعم الأطفال والشابات المشردين في القاهرة. إنها طريقتي في رد الجميل إلى مصر، البلد الذي أعطاني الكثير. إنها ليست تجربة مريحة تماما — إنها تتطلب الكثير من العمل — ولكنها تجربة مرضية للغاية.أفضل نصيحة تلقيتها على الإطلاق كانت من والدي — أبقي بسيطة، وكوني منعزلة، وأجعلي الحياة بسيطة قدر الإمكان. لا تثقلي كاهلك بالمعلومات أو الأشياء أو الأهداف غير المفيدة. كوني واضحة بشأن ماهيتك وما تريدينه. عندما كنت صغيرة في السن، كنت أعتقد أن هذا ممل، لكنني الآن أدركت مدى صحته. إنها ليست مقولة براقة من ستيف جوبز، لكنها حكمة أتمنى أن أنقلها إلى أطفالي — سواء كانوا مستعدين للاستماع أم لا.
الخميس، 20 فبراير 2025